أعلن المدير العام لقناة العربية عبد الرحمن الراشد أمس أنه أرجأ قرار استقالته من منصبه، مؤكدا أنه سيستمر بالعمل ضمن مجموعة "إم بي سي" التي تنتمي لها القناة "بأي صيغة مناسبة".
وكان رئيس مجلس إدارة مجموعة "ام بي سي" الشيخ وليد بن إبراهيم البراهيم أكد قبل بيان الراشد بساعات قليلة رفضه قبول الاستقالة، كما نفى الشائعات التي دارت عن استقالات جماعية للعاملين في القناة. لكنه أشار إلى أن الراشد قدم استقالته "رغبة منه في تحمل مسؤولية بعض الأخطاء التي ظهرت على الشاشة خلال الفترة الوجيزة الماضية".
وأوضح البراهيم أنه سينهي الموضوع فور عودته من الخارج، مضيفا "أننا نتحمل معا مسؤولية كل ما ورد ويرد من أخطاء بما فيها تلك التي ظهرت على الشاشة والتي لم تكن مقصودة على الإطلاق ونحن في كل الأحوال لا نقبل بها، وأكدت للراشد أنها مسؤولية مشتركة وبأنني أقدر موقفه بعدم محاسبة أي من العاملين وتحمله المسؤولية شخصيا".
وأشار إلى أنه "سواء استقال عبدالرحمن الراشد في نهاية المطاف من منصبه في العربية أم استمر في مكانه الحالي فإنني أؤكد أن الراشد باق في مجموعة إم بي سي حاضرا ومستقبلا كأحد أبرز الفاعلين فيها".
وفي رد حاسم أكد وليد البراهيم أنه: "لم تكن هناك أي استقالات على الإطلاق، بل الخبر برمته مختلق وعار عن الصحة جملة وتفصيلا، لأننا عائلة واحدة في كل الأزمنة والأوقات وثقتي بكل فرد من المديرين والمنسوبين مطلقة وراسخة".
هذان التصريحان اللذان لم يفصل بينهما إلا فارق زمني قصير لم يتجاوز 13 ساعة، جاءا بعد سلسلة من الشد والجذب، والتي بدأت شرارتها يوم الخميس التاسع من سبتمبر الجاري، بإعلان وقف الراشد عن الكتابة في الشرق الأوسط، بعد تغيبه عن عموده المعتاد قبل ذلك التاريخ بخمسة أيام، ليليها بأيام قليلة نبأ استقالته من منصبه في قناة العربية، وتحديداً في الرابع عشر من سبتمبر، ثم تبع ذلك تردد أنباء بأن استقالات جماعية ستشهدها القناة من قبل الكثير من العاملين بها، وخاصة من جهة العاملين السعوديين، إذا تأكدت استقالة الراشد.
اللافت أنه طوال فترة أزمة الوقف عن الكتابة وصولاً إلى الاستقالة، ظل رئيس تحرير الشرق الأوسط طارق الحميد ينفي أن تكون الصحيفة أوقفت نشر مقالات الراشد أو طلبت وقفها. مؤكدا أن الكاتب نفسه توقف عن إرسال المقالات، وفي تصريحات أخرى، قال "إنه لربما فضل أخذ استراحة في العيد، وإن كثيرا من الكتاب يفعلون ذلك".
وقد آثر الراشد أمس الخروج عن صمته، وقال إن الشيخ وليد البراهيم رفض استقالته وإنه شخصيا "أرجأ استقالته مرحليا من إدارة المحطة (العربية) وسيستمر في العمل ضمن مجموعة (إم بي سي) بأي صيغة مناسبة". مضيفاً "سأرجئ قراري بالاستقالة من إدارة العربية لمزيد من التأمل والتفكير والعمل"، معتبرا أنه "من المؤسف أن هناك من حاول استغلال الخطأ غير المقصود الذي وقع للإساءة إلى المحطة نفسها" في إشارة على ما يبدو إلى ما ورد في إحدى حلقات "الإسلام والغرب" والتي بثت في الثالث والعشرين من رمضان الماضي. في حين أشارت تقارير صحفية إلى أن هناك جملة من الإخفاقات المتمثلة بتصريحات للراشد أدلى بها أو كتبها وساهمت في وصول الأمور إلى هذه النهاية. وكان الراشد قد انتقد تأييد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بناء مسجد في موقع تفجير مركز التجارة العالمي، معتبراً أن ليس هناك حاجة لهذه الغرفة الصغيرة، وأن عدد المسلمين هناك قليل، كما انتقد إغلاق معتقل جوانتانامو، معتبراً أن المعتقلات العربية أشد منه.
وفي البيان الذي صدر عن الراشد أمس، اعتبر الرجل أن طبيعة العمل التلفزيوني على مدار الساعة، الحي والمسجل "قد تشوبها أخطاء". مضيفاً "لكنني فوجئت فعلا بأن هناك من أراد تحويل إشكال تحريري غير مقصود".
ولم يوضح الراشد الخطأ التحريري المشار إليه. وقد حاولت "الوطن" الحصول على تعليق مباشر من الراشد، أو من أحد المقربين منه، أو من دائرة العلاقات العامة في مجموعة "إم بي سي"، إلا أنه تعذر ذلك، فيما أشار أحد كبار العاملين في قناة "العربية" والمقربين من الراشد بالاكتفاء بتصريح الراشد، للوقت الراهن على أي تقدير، واعداً بالكشف عن المزيد من التفاصيل في المستقبل إذا توفرت الفرصة المناسبة.