على أعمدة التلغراف وفي الصحف المحلية ومواقع الإنترنت: إعلانات تحرض الأستراليين على خوض تجربة الانضمام لأحد نوادي تبادل الزوجات والأزواج أو ما يعرف بتبادل شريك الحياة من أجل الجنس.
ويجري الترويج لمسألة التبادل هذه على أنها وسيلة آمنة وغير مكلفة لتحريك المياه في زواج أصابه الركود والملل، وبعض الترفيه والمتعة ووسيلة مضادة لعلاقات الخيانة الزوجية التي من شأنها تمزيق الرباط الأسري.
إلا أن تكلفة الميل لهذا الخيار قد تكون فادحة، كما تؤكد قضية قتل
تنظرها إحدى محاكم مدينة ملبورن حاليا.
حيث كلفت فكرة تبادل شركاء الحياة رجل الأعمال الثري هيرمان روكفيللر حياته ودمرت أسرته.
واختفى روكفيللر "51 عاما" في يناير الماضي، بعد عودته لملبورن من رحلة عمل روتينية. وشوهدت سيارته وهي تغادر المطار، ثم اختفى.
وناشدت زوجته فيكي المواطنين كي يساعدوها في العثور عليه.
وقالت " إنه رجل متزن.. والعمل يسير بشكل جيد..كما أنه رب أسرة
حقيقي..هذا الاختفاء ليس من طبعه على الإطلاق" مشيرة إلى أن ابنتهما الكبرى كانت على وشك بدء حياتها الجامعية، وليس هناك ما يجعله يفكر في عدم الذهاب لمنزله.
ثم تبين للمحكمة، أن خريج هارفارد روكفيللر كان يعيش حياة مزدوجة، فالرجل المتزن الوقور، والمعدود كأحد أكبر المخلصين للأسرة في المجتمع، هو نفسه شخص متهور مدمن للجنس والحياة الصاخبة، وكان يساعده على إتمام خديعته للجميع، احتفاظه بخمس هواتف خلوية.
وعندما خرج روكفيللر من المطار، قاد سيارته ليرى زوجين لا يملك أي منهما وظيفة، ولم ينالا سوى قدر محدود من التعليم، ماريو شيمبري "58 عاما" وبيرناديت ديني " 42 عاما"وكان قد التقى بهما من خلال إعلان وضعه في مجلة للتبادل.
ووعد روكفيللر، وهو صديق شخصي لرئيس وزراء نيوزيلندا جون كي، الزوجين باصطحاب شريكة معه.
وأثناء الخلاف حول "الشريكة" التي لم تظهر، أسقط شيمبري روكفيللر أرضا ليصاب في رأسه ويموت، واعترف شيمبري بجرمه.
وقال القاضي" ما تكشف بعد وفاته...لم يتوقف عند حد اعتزام إخفاء الجريمة..بل أظهر أيضا عدم اكتراث بأحباء القتيل مما أضفى المزيد ولا شك لصدمتهم". وظل شيمبري وديني يفكران فيما قد يفعلاه طوال يومين بعد جرمهما، وفي النهاية اشتريا منشارا كهربائيا وأقنعة وجاروف، وقاما بتقطيع جثة روكفيللر وأحرقوها في برميل ضخم في منزل أحد أصدقائهما.