"لم تكن فرحة العيد لدي مثل هذه"، تلك كلمات وصف بها وافد أفغاني فرحته بالعيد قضاها على شاطئ نصف القمر مع جاليته، الذين تركوا البحر، وجلسوا على الرمال والكثبان الرملية، تارة يرقصون الرقصات الأفغانية الشعبية، وتارة يتبادلون أطراف الحديث والتهاني بعيد الفطر، محمد نصرت "38 عاما"، وصف التجمع بالجميل، والذي جعله في قمة سعادته في نصف القمر، بعد أن فارق عيد أهله في بلده الأصلي.

الرقص والغناء كانا ضمن فعاليات التجمع لتلك الجالية، حيث قام أصدقاؤهم بالجلوس على الطرف الآخر، يجهزون السجاد للجلوس ولتناول وجبة الغداء، في تنظيم جيد وتقاسم للأدوار، الكل مشارك بالرقص أو بالتصوير أو بالتصفيق والتشجيع والغناء أو تجهيز مكان للجلوس وتناول الغداء.

ولم يكن أبناء الجالية الأفغانية وحدهم هناك، بل شاركتهم جاليات أخرى كالجالية اليمنية الذين صنع شبابها حلقة دائرية وقوفا وحولهم سيارتهم، وقاموا بالغناء والرقص الشعبي لبلدهم، حيث جذب أداؤهم كثيراً من الحضور من سعوديين وجنسيات أخرى، جاؤوا للاستمتاع بأجواء العيد على شاطئ نصف القمر.

ويصف سالم علي - يمني الجنسية - حرصه وأصدقائه على المجيء لشاطئ نصف القمر كل عيد لقضاء وقت ممتع هناك، حتى أصبح الموضوع لديهم أشبه بالموعد الثابت لجميع أبناء جاليته، ففي كل عيد يجتمعون هناك بالقرب من موقع الكثبان الرملية المشهورة بممارسي هواية "التطعيس"، وهي الهواية التي يمارسها الكثير من الشباب من خلال تسلق أعلى قمم الكثبان الرملية بسياراتهم المختلفة.

وحرصت الجاليات على تقاسم البحر والبر في منظر جميل مبدع تفرد به شاطىء نصف القمر، قد لا يجده الكثير منهم في بلاده، فالرقص والغناء لم يقتصر على أبناء الجلدة الواحدة، بل ظهر عدد من السعوديين الذين مارسوا الرقص الشعبي الأفغاني، ومنهم فهد عبد الرحمن "21 عاماً" وقد بدا مرحاً وقال: "جذبني أداء رقصتهم، والتي تسير بطريقة منظمة وعبر دائرة أطرافها الراقصين، فأحببت مشاركتهم، إنها حقاً رائعة".

وكانت المنطقة الشرقية قد شهدت العديد من الاحتفالات الرسمية بعيد الفطر في منتزه الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الواجهة البحرية في الدمام، حيث شهدت الاحتفالات حضورا كثيفا من قبل المسؤولين وأعيان وأهالي وزوار المنطقة. وقد توزعت الاحتفالات والفعاليات المصاحبة بين كورنيش الدمام، حيث تم إطلاق الألعاب النارية والرقصات الشعبية، بينما تم تنظيم بعض الفعاليات الأخرى داخل المجمعات التجارية والمدن الترفيهية.

وقد تم تزيين موقع الاحتفال في الواجهة البحرية بنحو 250 ألف زهرة، بالإضافة إلى 2500 إنارة جمالية، تم تجهيزها من خلال 950 شخصاً وعاملاً ومشرفاً، وقد شهد الاحتفالات بحسب تقديرات رسمية جمهور يتراوح بين 25 و30 ألف شخص.