تصاعدت أمس بوادر أزمة سياسية بين موسكو وبروكسل، بسبب دعوة البرلمان الأوروبي الأمهات الروسيات لضحايا حادث بيسلان للقدوم لبروكسل مطلع الخريف المقبل لوقفة احتجاجية ضد الحكومة الروسية، وذلك بمساندة من لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان الأوروبي ، حيث تلقى وفد من لجنة حقوق الإنسان شكوى من الأمهات، إبان زيارة الوفد لموسكو أول سبتمبر الجاري ، يؤكدن فيها تعامل حكومة بلادهن بصورة وحشية لا إنسانية مع الحادث، حتى إنهن لا يعرفن إلى الآن المكان الذي دفن فيه أطفالهن، كما أن الحكومة لم تصدر أي بيانات أو معلومات رسمية عن نتائج أزمة الرهائن بمدرسة بيسلان، التي قتل خلالها أكثر من 300 شخص إبان عملية عسكرية غير محسوبة في سبتمبر 2004، قامت بها السلطات الروسية لإنهاء احتجاز الرهائن.
وقال عضو اللجنة البرلمانية لحقوق الإنسان تايس بيرمان، إن أقل ما يمكن للدولة الروسية القيام به هو احترام حقوقهن، واصفا روسيا بأنها دولة بوليسية استبدادية، فيما أعلن رئيس البرلمان الأوروبي جيرزي بوزيك، أنه سيجري اتصالات مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف لإثارة هذه المسألة من منطلق العلاقات الأوروبية مع موسكو.
فيما جاءت ردود الأفعال الروسية غاضبة لبروكسل إزاء هذا التحرك الأوروبي لإثارة قضية بيسلان مجددا، واعتبرت موسكو دعوة أمهات الضحايا نوعاً من التدخل الأوروبي السافر في شأن داخلي.