أكد مساعد مدير عام التخطيط والسياسات بوزارة التربية والتعليم بالمملكة الدكتور على عبده الألمعي أن التعليم الإلكتروني يعد من أبرز الاتجاهات العالمية الحديثة نحو التقدم من خلال الاعتماد عليه في تطوير أنظمتها التعليمية والتربوية، مشيراً إلى أن التعليم لم يكن بمنأى عن تلك التغيرات المتلاحقة والثورة العلمية والتكنولوجية التي تحرك المجتمعات، كونه يتأثر بتقدم الحضارة ويؤثر فيها.

وكانت القاهرة قد شهدت أمس انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الدولي التاسع حول تطبيقات التعليم الإلكتروني في التعليم العام برعاية الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزير التعليم المصري الدكتور أحمد زكي بدر ووزير الاتصالات المصري الدكتور طارق كامل ووزير التعليم العالي المصري الدكتور هاني هلال.

وشارك الألمعي في المؤتمر – الذي يستمر على مدى ثلاثة أيام تحت عنوان: "دور المؤسسات التعليمية في تمكين التكنولوجيا لتحقيق جودة التعليم"، - بالإضافة إلى حشد من العلماء وخبراء التعليم الإلكتروني من مختلف الدول العربية.

وقال وزير الاتصالات المصري الدكتور طارق كامل إن المؤتمر يهدف إلى الارتقاء بالأساليب والأدوات والتقنيات التي تعمل على تحسين أداء المعلم ورفع جودة المقرر الإلكتروني وتطوير الإدارة الإلكترونية في سبيل تحقيق التميز في العملية التعليمية حيث تدور مناقشات المؤتمر حول عدة محاور منها: الرؤى المستقبلية لتطوير العملية التعليمية، ومعلم المستقبل ومتطلبات تحسين أدائه، وتحقيق التميز في المحتوى الإلكتروني، ومدى فاعلية بيئة التعليم الافتراضي، ونظم دعم الأداء الإلكتروني في تنمية الموارد البشرية.

وقد ناقش المؤتمر الورقة البحثية التي قدمها الألمعي بعنوان: "دور التعلم الإلكتروني لتحقيق الجودة في العملية التعليمية" حيث أوضح مجالات استخدام العقل الإلكتروني في نشر الإسلام وتعاليمه الخالدة، والتعريف بسماحته ودعوته لخير البشرية في كافة أنحاء العالم، وتمكين المتعلم من فهم أفضل للعلم والتكنولوجيا، والمساهمة في إيجاد القاعدة التكنولوجية من خلال دعم مراكز البحوث العلمية التطبيقية في مجالات العمل المختلفة، وتطويع التقنية الإلكترونية الحديثة، وشبكة الإنترنت لخدمة المجال التعليمي والتربوي، كونها مصدراً غنياً بالمعارف والعلوم الحديثة.

وأوضح الألمعي أن التعليم لم يكن بمنأى عن تلك التغيرات المتلاحقة والثورة العلمية والتكنولوجية التي تحرك المجتمعات، كونه يتأثر بتقدم الحضارة ويؤثر فيها، وقد ساعد التطور العالمي في تقنيات المعلوماتية والاتصالات والتكنولوجيا الحديثة وانتشار البث الفضائي بالأقمار الصناعية على إعادة النظر في تشكيل المؤسسات التعليمية وإيجاد نقلة نوعية في مناهجها، وطرائقها، وفي فروعها، وتخصصاتها ومساراتها التعليمية، وتقديم بيئات وطرق تعليم جديدة ومتنوعة، ومنها التعليم الإلكتروني أو(التعليم التكنولوجي) الذي يعد مجالاً لتلاقي كافة أدوات التعليم في كل المجالات التي تستخدم التكنولوجيا كقاعدة لهذا التعليم، وكأسلوب من أساليب التعليم التي تعتمد على التقنيات الحديثة ومنها الحاسب الآلي، وشبكة الإنترنت, والأقراص المدمجة, والبرمجيات التعليمية, والمنتديات والبريد الإلكتروني، مشيراً إلى أن التعليم الإلكتروني يعد من أبرز الاتجاهات العالمية الحديثة التي سارعت دول العالم المتقدم للإفادة منها في تطوير أنظمتها التعليمية والتربوية، كونه طريقة عصرية للتعليم الحديث من خلال استخدام آليات الاتصال الحديثة كالحاسب الآلي، والشبكات، والوسائط المتعددة، وبوابات الإنترنت، سعياً إلى تطوير وسائل التعليم وإيصال المعلومات للمتعلمين بأسرع وقت وأقل تكلفة، وبصورة تمكن من إدارة العملية التعليمية، وضبطها وقياس وتقييم أداء المتعلمين فيها، والاستفادة من مخرجات تعليمية واعدة تسهم في خدمة التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

وسعى الألمعي في ورقته البحثية إلى التعرف على مفهوم التعليم الإلكتروني، ومعرفة أهدافه، وتوضيح مدى فاعليته في تطوير التعليم العام ومعوقات استخدامه.

ورصد الألمعي عدداً من المعوقات والسلبيات المصاحبة لتطبيق التعليم الإلكتروني، ومنها: عدم وضوح الرؤية حول دور التعليم الإلكتروني في التعليم من قبل بعض أفراد المجتمع وبعض المعلمين والمعلمات، وقلة استخدام التعليم الإلكتروني الناتج عن قلة برامج التدريب للمستفيدين، ودور المتعلم في التعليم الإلكتروني وتحمله كافة المسؤولية عن التعليم، والاعتقاد السائد بأن التعليم الإلكتروني هو فقط لتوفير البنية التحتية، وعدم وضوح الأنظمة والطرق والأساليب التي يتم فيها التعليم الإلكتروني بشكل واضح، وعدم الخصوصية والسرية في التعليم الإلكتروني؛ ذلك أن حدوث هجمات على المواقع الرئيسية في الإنترنت أمر محتمل ويضع في أذهان التربويين العديد من الأسئلة حول تأثير ذلك على التعليم الإلكتروني مستقبلاً؛ ولذا فإن اختراق المحتوى والامتحانات من أهم معوقات التعليم الإلكتروني، وكذلك الحاجة إلى بنية تحتية صلبة من حيث توفر الأجهزة وموثوقية الاتصال وسرعته بالشبكة العالمية للمعلومات، والحاجة إلى وجود متخصصين لإدارة أنظمة التعليم الإلكتروني، وفقدان الجانب الإنساني في العملية التربوية، وعدم قدرة بعض المعلمين والمعلمات على استخدام التقنية والاستفادة منها في تطوير قدراتهم، وصعوبة الحصول على البرامج التعليمية الحديثة باللغة العربية.

كما عرض الألمعي خلال المؤتمر لتطبيقات التعليم الإلكتروني في التعليم العام ومنها مشاريع المدارس الإلكترونية، ومشاريع مصادر التعلم، ومشروع تأهيل خريجي التعليم العام في مجال المعلوماتية، وإنشاء أندية الحاسب الآلي بهدف توطين تقنية الحاسب، وتهيئة فرص التعليم والتدريب في علومه وتطبيقاته المختلفة، والبوابات التعليمية، والمختبرات المحوسبة، وإنشاء إدارات للتعليم الإلكتروني، والشراكة مع القطاع الخاص، والنظام الآلي للاختبارات.