قبل 6 سنوات اشتريت قطعة أرض في القائم في محافظة الدرب، وكنت أنوي أن أبني عليها منزلا، ولكن للأسف صرفت النظر لما سمعته من الساكنين عن وجود سرقات بشكل كبير في الحي انتظرت 6 سنوات، لعل الأمر يتغير، وقبل شهر قررت أن أبدأ في بناء المنزل، وسرعان ما تهافت المجاورون محذرين من البناء دون أن أحضر حارسا، فقلت إن هناك مبالغة في الأمر، وسألتهم أين الشرطة ؟ فأقسم أحد الساكنين أنه طول إقامته هناك لم يلمح دورية تدخل الحي، طلبت من أحد الجيران مد خط كهربائي لأتمكن من رش المباني، فلم يمض عليه أكثر من ساعات قليلة حتى سرق، قمت بالبحث عن دورية أمنية، ولكن مع الأسف المدينة خالية تماما من الدوريات الأمنية، وعثرت على أحدهم بعد عناء شديد، وعند حضوره متطوعا كما أفاد، طلبت منه أخذ البصمات كون هذا الإجراء بحد ذاته يبعث الحس الأمني في الحي وغيره، فقال: ليست بتلك السهولة، وهذا الحي مسؤولية البلدية عن إنارة الشوارع للحد من السرقات، وتجمع المجهولين ليلا، وتجمهر الناس حول الدورية فرحين جدا أنهم شاهدوا دورية أمنية، وقاموا بسرد قصصهم مع اللصوص، وما يفقدونه يوميا من ممتلكاتهم، وتكسير منازلهم، وحتى الأطفال كان لهم نصيب من تلك المآسي، فقد أصابتني الدهشة عندما رأيت طفلا لم يتجاوز الثامنة يجري، ويصرخ سرقوا دجاجاتي يا شرطة، وصاحب الدورية لا يملك عمل أي شيء إلا أنه نصح الجميع بالذهاب إلى مركز الشرطة، فقال أحدهم : لم تعد أدراج الشرطة تتسع للمزيد من البلاغات فطلبت منهم مرافقتي إلى قسم الشرطة، ولكن يبدو أنهم على يقين من النتيجة فقد قرأتها في أعينهم عندما لم يجيبوني إلا بالصمت وتفرقوا من حولي ورأيت أن الحل الوحيد أن أكتب على جدار تلك الأرض (الأرض للبيع) وأغادر المكان.