البعض يحب الظل.. ويركن إليه فلا يكون له وجود..!
وبعض المسوؤلين يتربع على كرسي الإدارة لسنوات دون أن يعرفه أحد.. وبعضهم يتولى الإدارة فتسير الركبان بذكره خلال أيام، وبعضهم يتولها بالنيابة أياماً معدودات فيعرقل الأعمال لعدة أشهر.. ولكلٍ امرئٍ ما أراد.
بعض السفراء يمثل حكومته في بلدٍ (ما) فيعود بعد سنوات لم يعرفه أحد في تلك البلاد ولن يعرفه أحد في بلاده بعد ذلك إلا الأرشيف.. بينما بعضهم يعرفه الكل حتى غير مواطنيه، وخذ على سبيل المثال السفير الكويتي في الرياض الشيخ حمد بن جابر العلي الذي أجزم أن مواطنيه سيجدونه في كل مكان حتى المناسبات الاجتماعية والمحافل وسيجدون له حضوراً مشرفاً لبلادهم.
كل سفير هو مندوبٌ عن حكومة بلاده لخدمة مواطنيها في بلد آخر، فإن لم يفتح بابه لهم كما فعل السفير السعودي في القاهرة أحمد القطان مرتين أسبوعياً أو أكثر، فلا داعي لوجود ولا فائدة منه، وكما يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم "أيُّما والٍ احتجب عن حوائج الناس، احتجب الله عنه يوم القيامة"..!
وأذكر مرة أني حاولت مقابلة قنصل الرعايا السعوديين في بلدٍ خليجي ولم أستطع إلا بعد عدة حيل استمرت ثلاث ساعات، لم تنجح منها إلا الحيلة التي أهداها لي موظف بسيط في السفارة..!
وكجزء من السفارات تأتي الملحقيات الثقافية التي تعمل لخدمة الطلاب ولتمثيل بلادها ثقافياً ومعرفياً أمام تلك البلدان، فإن لم يكن لديها طلاب أو أن الطلاب يشتكون منها.. ولم تقدم شيئاً يستقدم الذكر لثقافة بلادها فوجودها كعدمه، وبالتأكيد ليس من تلك الملحقيات "عديمة الفائدة" الملحقية الثقافية بالقاهرة والملحقية الثقافية بالرباط اللتان تشهد لهما وسائل الإعلام بالتمثيل الحسن للبلاد ومثقفيها وأدبائها وعلمائها أمام الأشقاء في مصر والمغرب.