إقامة جبرية يفرضها المرض على المنومين على الأسرة البيضاء فتفوتهم فرصة الاحتفاء بالعيد مع أهلهم وذويهم مما يجعل العيد لديهم بمذاق آخر.

"الوطن" رصدت مشاعر بعض المرضى المنومين، حيث أكد الشاب أحمد الشهراني أنه طيلة حياته لم يسبق له أن قضى العيد في المستشفى إلا هذا العام، وذلك على خلفية حادث مروري تعرض له، وأشار إلى أن حالته الصحية وتوصيات الطبيب حالت دون قضاء العيد مع أهله.

أما المريض عاطف محمود (مصري الجنسية) الذي يرقد بمستشفى عسير المركزي إثر إصابة تعرض لها فأكد أن العيد في المستشفى أمر جديد عليه، إلا أن زيارات أصحابه المتكررة تخفف عليه معاناة قضاء العيد في المستشفى، ممتدحا في ذات الوقت حفلات المعايدة التي تنظمها إدارة المستشفيات، وزيادة ساعات الزيارة خلال أيام العيد. الأمر الذي كان له أبلغ الأثر في نفوس المرضى.

ويعتبر المريض صالح عبدالرحمن موسى (53 عاما) أنها المرة الأولى التي يقضي العيد فيها بالمستشفى، وحالته لا تقارن بغيره من المرضى الذين يرقدون منذ سنوات على الأسرة البيضاء، وتتعاقب الأعياد عليهم دون أن يخرجوا، مؤكدا أن المرض وقضاء العيد في المستشفى فرصة لتذكير العبد بأهمية الصحة التي أنعم الله بها عليه.

أما استشاري الجراحة بمستشفى عسير المركزي الدكتور عبدالله بن سعيد القحطاني فأشار إلى أن إخراج المريض خلال فترة تنويمه لقضاء العيد مع أهله يعتمد بالدرجة الأولى على حالته الصحية، وتقدير الطبيب المعالج لوضعه، لافتا إلى أن هناك من قد تسمح حالته بالخروج لبضعة أيام ثم العودة إلى المستشفى.

وفي هذا السياق أكد مدير عام الشؤون الصحية في منطقة عسير الدكتور عبدالله الوادعي أن "المديرية دأبت في كل عام على تنظيم حفلات معايدة في المستشفيات التابعة لها، وذلك بهدف تعزيز العلاقات الاجتماعية بين المرضى ومنسوبي المستشفى، والعمل على تخفيف معاناة المرضى والاطمئنان عليهم، فضلا عن تمديد أوقات زيارة المرضى خلال أيام العيد، بهدف إعطاء مزيد من الوقت لزيارة الأهالي لمرضاهم المنومين".