تتزايد شكوى ربات البيوت من مرض إكزيما ربات البيوت، وخاصة للسيدات اللات يقضين معظم أوقاتهن خلال مواسم المناسبات في عملية الطهو والولائم والأعباء المنزلية التي تحتل المساحة الكبرى من الوقت، والذي يصيب جلد المرأة نتيجة كثرة استخدام المنظفات، مما يؤدي إلى إصابة حوالي 30 % منهن بهذا المرض.
تقول سها علي عسيري "أصبحت أخجل من ملمس يدي الخشن، على الرغم من استعمالي المستمر للمراهم والمرطبات، وقد راجعت العديد من أطباء الجلدية وأكدوا لي أنه نتيجة لتعرض يدي المستمر للمنظفات الكيماوية أصبت بالإكزيما، وقد ظهرت معي على شكل جفاف في اليدين، وكانت نصيحتهم الوحيدة لي هي استخدام القفازات البلاستيكية الواقية، ولكنها لم تف بالغرض. ففي كثير من الأحيان يصعب علي استخدامها، واضطر لاستخدام يدي مباشرة في التنظيف".
وأشارت نبيلة العمري "تقشرت أصابع يدي جراء ملامستي للمنظفات الكيماوية والتنظيف، وتتزايد هذه الحالة خلال المواسم، وكثرة الضيوف، حتى أصبح منظر يدي مزرياً، حيث إن يدي أصبحتا تعانيان من التشقق وصرت أعاني من آلام مبرحة، ولم أعد أستطع الخروج من دون ارتداء القفازات لكي أخفي عيوبهما".
وعن أسباب حدوث هذه الإكزيما قال استشاري الأمراض الجلدية وجراحة الليزر بمستشفى القوات المسلحة بالجنوب عبد الله سعيد أبو عليط إن "الإكزيما أحد أنواع حساسية الجلد، والتي يصاب بها نتيجة لامتصاصه مواد كيماوية، وخاصة مواد الغسيل والتنظيف.
وأضاف "لقد انتشر هذا المرض بشكل كبير عالميا حيث حددت النسبة عالميا بحوالي 30% من النساء، وهذا ما جعل أكبر مراكز العلاج الجلدية في العالم تطالب بمراقبة أدوات التنظيف الرخيصة والمليئة بمواد كيماوية كاوية تؤثر على الجلد".
وأضاف أبو عليط أن "هذه الأمراض انتشرت بشكل كبير بين السيدات مؤخرا، خاصة بين العاملات في المنازل لتعرضهن إلى المواد الكيماوية، ما يؤدي إلى هذه الإكزيما التي تتزايد نتيجة الاحتكاك بهذه المواد، أو نتيجة لوجود عوامل وراثية.
وقال إن إقبال السيدات على شراء المنظفات من محلات أبو ريالين وأبو خمسة ريال يؤدي إلى تفاقم هذه المشكلة، لوجود مواد كيماوية وكاوية في هذه المنظفات، وعدم مطابقتها للشروط الصحية، مما يؤدي إلى مضاعفات تؤدي إلى ما يشبه حروقا في الجلد، أو تجمع البكتيريا والفيروسات على الجلد نتيجة لهذه الحروق.
ونصح أبو عليط السيدات بالابتعاد تماما عن هذه المواد المنظفة، واختيار الأصلي منها، وحماية المرأة يديها باستخدام القفازات الواقية، والتي توجد منها خيارات متعددة، مع أهمية استخدام المرطبات المناسبة، وعدم ترك الجفاف يسيطر على الجلد، لأن الجفاف هو من يعطي فرصة للمواد الكيميائية لدخول الجلد وإصابته بالحساسية.
كما طالب المرأة بالتأكد من المواد المصنعة للعطور ومواد التجميل، وكمية الكحول الموجودة، والتي قد يؤدي زيادة وضعها على الوجه والرقبة إلى الضرر الكبير، بسبب تركيز الكحول.
وعن وجود دراسات علمية سعودية حول نسبة انتشار هذا المرض أفاد أبو عليط أنه إلى الآن لا توجد دراسات إحصائية لمعرفة هذه المشكلة، ونسبة حدوثها لدى السيدات في السعودية، مؤكدا أنها تحدث بنسب كبيرة عند ربات المنازل اللاتي يرفضن استخدام القفازات الواقية.
وشدد على دور الإعلام في توعية المجتمع حول هذا المرض، وحول آلية الاستخدام الأمثل للمنظفات واختيارها بالشكل المناسب، حتى لا تضطر المرأة للعلاج الذي يستغرق أكثر من شهرين، كما طالب بالرقابة على هذه المنتجات المقلدة التي تؤدي إلى هذه الأمراض مع نشر برامج التوعية.
وحول العلاج أفاد بأنه "عبارة عن كورتيزون، ومضادات حيوية، ومضادات للفطريات، حيث يستغرق العلاج أكثر من 6 أسابيع للتخلص من هذا المرض الذي يعود بعودة المسببات"
من جهته قال اختصاصي الأمراض الجلدية التجميلية بالمركز الاستشاري بمكة الدكتور فتحي صادق إن "الإكزيما التهاب جلدي ينتج عن عوامل داخلية أو خارجية، أو كليهما معا، ويؤدي إلى حدوث احمرار في الجلد وحكة.
وأكثر أنواع الإكزيما شيوعا إكزيما ربات البيوت، والتي أطلق عليها هذا الاسم لأنها تصيب عادة السيدات اللواتي يقمن بالأعمال المنزلية بأنفسهن، وخاصة تلك الأعمال التي يستخدم فيها الماء ومواد التنظيف المختلفة لغسل الأواني، ومسح الغبار عن الأثاث أو لتنظيف الأرضيات.
وأشار صادق إلى أن 80 % من ربات البيوت يعانين من هذه المشكلة، وخاصة من مرتادات العيادات الجلدية، لدرجة أن العديد من السيدات يخجلن من مصافحة غيرهن من النساء بسبب هذا المرض.
وأوضح أن العلاج يستلزم من المصابات تجنب التعرض للمسببات الموضعية كالمنظفات القوية والمواد الكيميائية، واستعمال المرطبات والمطريات الجلدية، وكذلك استعمال مراهم الكورتيزون بإشراف طبيب الجلدية المختص، واستعمال أقراص الكورتيزون تحت الإشراف الطبي للحالات الشديدة. واستعمال الأشعة فوق البنفسجية لبعض الحالات ومعالجة الالتهابات الثانوية التي قد تظهر على الإكزيما مثل الالتهابات البكتيرية.