بعد أن قرأت تعقيب الخطوط السعودية الذي نشرته (الوطن) يوم الخميس الماضي بتوقيع الزميل العزيز الأستاذ عبدالله الأجهر مساعد مدير عام الخطوط للعلاقات العامة، وجدتني مدينا للأستاذ الأجهر بالشكر لأنه أتاح لي فرصة أخرى لمخاطبة مدير عام الخطوط المهندس،ولأقول بصراحة إن حكم مهنتي الصحفية يقضي بألا أعاتب ولا ألوم الأستاذ الأجهر على ماورد في الرد من مغالطات حول مقالي الواضح المنشور تحت عنوان (سؤال للملحم: هل احترام الناس يحتاج إلى خصخصة، المنشور هنا يوم 13 / 6 /1432) والمغالطات يكمن أولها في أنني عممت أحكامي على الخطوط بينما كان المحور الذي لم أخرج عنه هو مطالبة السعودية بالكلام في وقته المناسب اعتذارا وإبلاغا،أما المعلومات التي وردت في الرد حول محور المقال فهي ليست صحيحة أبدا.
قلت لن أعاتب ولا ألوم الأستاذ الأجهر لسببين مهمين، الأول: أنه يكتوي بنار المهمة التي تقتضيها وظيفته، فالعلاقات العامة – ولأسباب يطول شرحها والأجهر أول من يعرف هذه الأسباب – أصبحت مهمتها الرئيسة النفي، ودعم هذا النفي باستنتاجات مهما كانت خاطئة، مثل استنتاج الأجهر أن رؤيتي لكروت صعود الطائرة في أيدي الركاب ووجود راكب يخبرهم بأن هناك رحلات بديلة دليل على أن الخطوط أبلغتهم، والحقيقة أنه لولا نارالمهمة التي يكتوي بها لذهب لاستنتاج منطقي أوضح وأقرب وهو لو أن الخطوط أبلغتهم بإلغاء رحلاتهم وبالمواعيد الجديدة هل كانوا سيبقون في المطار من العاشرة صباحا حتى السابعة مساء، سيما أن أغلبهم من أهالي المنطقة وبعضهم محرمون ومعهم عائلات، قل لنا يا أستاذ عبدالله أيهما أكثر منطقية ودلالة على أن موظفي الخطوط أبلغوا وتحدثوا أو لم يفعلوا ذلك، هل هي رؤية الكروت والراكب المبشر بالفرج، أم الانتظار في المطار نحو تسع ساعات لمعرفة معلومة، وهل خطوط الطيران في العالم كله تنتظر كل راكب الى أن يذهب إلى مسؤول خدمات الركاب ليسأله، أم أنها تعلن المعلومات لركابها عبر الشاشات و ميكرفونات المطار وتبعثها على جوالاتهم؟ أجب ولا تبلغني فأنا أعرف أنك تعرف الفرق بين المغالطة وبين المنطق السليم لكن أقدر لك عذرك.
أما السبب الثاني فهو أن الأخ الأجهر يكتوي بنار المعلومات غير الصحيحة التي يتلقاها من الإدارات المعنية، وهو ليس من مهمته التحقيق في مدى صحتها حتى لو كان يعرف أنها غير صحيحة لأنه لا يملك صلاحية التحقيق مع من أرسلها إليه، ولو كان يملك ذلك لما نقل قول تقرير العمليات الأرضية: إن قائد الطائرة اعتذر للركاب عن الأسباب الخارجة عن الإرادة وأنهم أبلغوا بالموعد الجديد المتوقع للرحلة 1107،ولما نقل عن نفس المصدر قوله: تم الإعلان عن التأخير والتغيير والاعتذار للركاب للرحلتين 1109 و1115، لأن هذا الكلام غير صحيح مطلقا، بل ولم يتم لا الاعتذار ولا الإعلان عن تأخير الرحلة التي سافرت عليها 1117 والتي كان موعدها عند السادسة فتأجلت حتى السابعة والنصف، وأقلعت عند الثامنة والثلث دون إعلان ولا اعتذار لا في المطار ولا في الطائرة، فهل تريدني أن أصدق تقرير العمليات الأرضية وأكذب نفسي وعشرات الناس الذين كانوا معي ؟أجب ولا تبلغني، لأنني أعرف النارين اللتين تكتوي بهما، ومن أجل ذلك وجهت سؤالي في المقال السابق بوضوح وتحديد للمهندس خالد وسأتجه إليه الآن قائلا: أنت يا مهندس صاحب الصلاحية الوحيد الذي تستطيع التحقيق في المعلومات والأمر بإعلان الحقائق للناس ومعالجة الأخطاء والسلبيات، ولهذا فالجميع ينتظر أن يتم ذلك سريعا وأولا بأول حالة بحالة، وإلا فإن مطالباتهم ستتجه للجنة التي شكلت مؤخرا، أو لمن هو أعلى منها للتحقيق في الوقائع كل على حدة، وسؤال الركاب عما طالبت به في مقالي السابق عند كل تأخير أو إلغاء هل الخطوط أبلغتكم؟ هل الخطوط اعتذرت ؟وحينها سترون الحقائق والوقائع التي يستند إليها نقد الناس وشكاواهم، لأنكم لا ترونها الآن وتظنون أن نفيها في الصحف يكفي لعلاجها، وما دريتم أن الناس قرؤوا نفيكم الأخير يوم الخميس الماضي وكانوا يضحكون من باب شر البلية، ويتفاكهون بقصص مماثلة حدثت لهم أمس واليوم وتحدث كثيرا دون أن تتكرم الخطوط بإبلاغهم والاعتذار لهم، وينتظرون نفي أنها لم تعتذر ولم تبلغ غدا أو بعد غد، فكيف تريدهم يصدقون أنها تحترمهم ولا تهينهم، وأنها تعتز بخدمتهم وهي لا تقيم وزنا لمواعيدهم، ولا تقدر إنسانيتهم.
الغريب والطريف يا مهندس خالد أن مقالي نشر يوم 13/ 6 الماضي وردكم نشر في أخر يوم من الشهر، فهب أن نشره تأخرأسبوعا عند الصحيفة فهل العمليات الأرضية عندكم تحتاج عشرة أيام لجمع معلومات عن ثلاث رحلات في يوم واحد، يبدو أن لديكم سرعة في الأداء يصبح معها طلب الاحترام بل وحتى ضبط مواعيد الرحلات نوعاً من العبث.