أخذ الفنانون من ممثلين وممثلات ومطربين ومطربات أبعادهم، وتغلغلوا في البيوت عبر قنوات فضائية أعطتهم المجال فراحوا ينظّرون متحدثين عن مثالياتهم كأنهم من جنس الملائكة وليسوا بشرا، أو أنهم قدموا إلى الأرض من كواكب أخرى. فتجد واحدهم و"واحدتهن" يعلّمنا عبر الشاشة أسلوب التربية الرفيعة للأبناء، والتعامل الأسري الراقي والتواضع. ويسمعنا تأملاته وأحلامه التي تتحقق.. إلخ..

ولأن الحبل ممدود على الغارب، فقد استفحلت الحالة لدى بعضهم فصاروا يغنّون عن أنفسهم. ولا مشكلة لو أطربَ أيٌّ منهم معجبيه وعشاقه بأغنيات تجعلهم يهزون رؤوسهم طربا، وتزيد "اسمه" رسوخا في تاريخ البشرية!

من آخر أخبار المطربة ديانا حداد، أن "قالت ديانا" أحدث أغنياتها المصورة التي تبث على الفضائيات، وكانت قد طُرحت عبر الإذاعات قبل أيام، وبما أن الصوت وحده لا يكفي الناس كي يعرفوا ماذا قالت ديانا، فقد جاء التصوير ليروا بأمّ أعينهم أقوالها. أما كيف تصبح الأقوال مرئية، فالجواب لدى المخرج الذي أظهر ديانا وهي "تقول" في اثني عشر مشهدا وتصميما لا يشبه أي منها غيره.

ديانا ليست الوحيدة في هذا المضمار، وقصب السبق ليس لها. فهذه "العَمْلة" فعلها الكثير قبلها، من هيفاء وهبي في أغنية "أنا هيفا"، إلى رامي عياش الذي ينحشر اسمه بطريقة ما في أغنية "وبحب الناس الرايقة".. وغيرهم.. وهم ليسوا كـ"صباح" التي غنّت فأطربت أيام صباها بـ"جيب المجوز يا عبود، ورقّص أم عيون السود، وخلي الشحرورة الصبوحة تغني ويهب البارود..."..

http://www.youtube.com/watch?v=usmbCzZmaLI

ولأن الفن بالفن يذكر بالقياس على الشيء بالشيء، ففي مجال لم يتحدث فيه المغني عن نفسه بل عن كائن مضطهد، يذهب قصب السبق لـ"شعبان عبدالرحيم" الذي قال ذات سهرة "إل بي سيّة" إنه أول من غنى للحمار، وأكد أن سعد الصغير يأتي بعده في ذلك، فأغنية "بحبك يا حمار" شعبانية بالأصل، والصغير استأذنه وغيّر كلماتها.. ويبقى السؤال: هل سمع الأغنية أحد المستهدفين بها.. وهزّ أذنيه طرباً؟