دعا المدير العام السابق للأمن العام اللبناني اللواء جميل السيد أمس دانيال بلمار مدعي عام المحكمة الدولية الموكلة بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري إلى الاستقالة معتبرا أن التحقيق "يخضع للسياسة" ويستند إلى شهود زور. وقال السيد في مؤتمر صحفي في بيروت "من دمر التحقيق الدولي من 2005 إلى 2009 هو أنتم يا سعد وفريقك، هذه ليست تهمة سياسية هذه تهمة مباشرة أنت وفريقك وشهود الزور".

وتابع "بلمار يعرف هذا الشيء ولأني أعرف أنه يخضع للسياسة، أطلب منه قبل فوات الأوان وحفاظا على ما تبقى له من سمعة وتاريخ أن يستقيل اليوم قبل الغد". وقال إن الحريري سيفاجأ بمذكرات غيابية بحق محمد زهير الصديق ومروان حمادة وفارس خشان وأحمد مرعي وجوني عبدو، وغيرهم من الشخصيات التي صدرت بحقها استنابات قضائية من القضاء السوري.

وفي السياق نفسه اعتبر الوزير حسن منيمنة أن"ملف شهود الزور أساسي لأنه ورقة بيد بعض القوى للحصول على ثمن مقابله". وقال إن كلام الرئيس الحريري عن شهود الزور جاء في سياق آخر يهدف لتعزيز العلاقة مع سوريا ضمن المسار الجديد الذي انفتح مع المنحى الجديد في العلاقات العربية، وطالما أن هناك هذا الغطاء العربي فلا خوف على الحكومة، ونحن أمام معركة سياسية محكومة بسقف، وربما قد تتطلب تدخل الأطراف العربية الحامية للوضع اللبناني لإعادة الهدوء السياسي".

ولفت القيادي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش إلى أن "هناك من حاولوا خلال الأشهر الماضية إدخال وهمٍ في أذهان الناس مفاده أن المحكمة الدولية سياسية، وبالتالي يمكن إلغاؤها بقرار سياسي، لكن سها عن بالهم أن القضاء في الدول المتقدمة مستقل ولا يمكن التأثير فيه". وشدد على أنه "لا استقرار في البلاد من دون عدالة، فعدم وصول الجاني إلى قفص الاتّهام سيشجعه مع غيره على ا لتصرف بالطريقة ذاتها مراراً وتكراراً".

من جهة أخرى صدرت العديد من التصريحات عن نواب ومسؤولين في الأكثرية تفيد بأن الموقوف بتهمة العمالة لإسرائيل القيادي في التيار الوطني الحر فايز كرم "اعترف أمام المحققين بأن قيادة التيار كانت على علم بعمالته لإسرائيل". ورد المنسق العام للتيار بيار رفول على ذلك بالقول "إن هناك محاولة لانتزاع اعتراف من كرم بأن رئيس التكتل ميشال عون على علم بعلاقة كرم بإسرائيل"، واصفا ذلك بـ"اللعبة التي لن تمر، وأن التيار سيخضع إلى حكم القضاء الذي بات كرم في عهدته".