في مايو من عام 2011م زحفت جموع غفيرة إلى الحدود الإسرائيلية من الدول العربية المحيطة برقعة فلسطين التاريخية. جاءت الجموع من أولاد الفلسطينيين الذين ولدوا في المهجر وآخرون متحمسون لنفس غرض العودة. جاؤوا إلى حدود لبنان وسورية والأردن وكانت المفاجآت ثلاثاً؛ أنهم خرقوا الأسلاك الشائكة فلم يعثروا على ألغام بل كذب من الطرفين بني صهيون وأشياعهم من العرب، والتحام بعرب فلسطين من عام 48 و67 من سنوات عار الهزيمة والتشرد.

والثانية، رعب بني صهيون وزلزلة مفاصلهم وامتقاع لون وجه نتنياهو وهو يراقب بخوف وعجب طريقة جديدة من الزحف السلمي الكثيف المدني إلى أرض فلسطين.

والثالثة، وهي الأهم، على الرغم من مقتل وجرح العشرات الاهتداء إلى تكتيك جديد في تحرير فلسطين أي الزحف السلمي بكثافات بشرية تخترق الحدود وتقطع الأسلاك وتستقبل الرصاص فلن يجرؤ جنود بني صهيون على قتل مئة ألف من البشر أمام الإعلام الدولي في كل مكان.

وهو أمر كتبته أنا منذ فترة فلم يصدق أحد، حين قلت إن الأسلوب السلمي في المقاومة هو أجدى من كل الحروب العربية بأسلحة وتقنيات متطورة مثل لعب الأتاري تنتهي فيها الحرب في ستة أيام كما حدث مع مهزلة حرب 67 التي يدفع العرب إلى اليوم فواتيرها مع الفوائد المركبة.

ولكن ما قلته أنا فعله الشباب على أرض الواقع في مايو 2011م فزحفوا سلميا وبكثافة بشرية إلى حدود دولة صهيون فارتجف جيش الدفاع الإسرائيلي وعرف أن الأمر لو تطور لأعظم من هذا بزحف مئات الآلاف من الناس وعبور أرض إسرائيل والجلوس فيها فهي نهاية بني صهيون كما تنبأ بذلك الكاتب الإسرائيلي يوري أفنيري.

وهو يذكرني أيضا بالأسلوب المغربي الذكي في استعادة الصحراء بالمسيرة السلمية الخضراء، ويمكن أن تتم على نفس الطريقة فيتم استنفار بضعة ملايين مزودة بكل شيء من كل فج عميق من العالم الإسلامي من المتطوعين ومعهم الزاد والخيام وهم يهتفون جئنا إليك يا فلسطين.

هل سيقوم جنود بنو صهيون برش عشرات الآلاف بالرصاص والذخيرة الحية والمدفعية الثقيلة كما يفعل الأمن السوري مع المتظاهرين وكتائب القذافي المجنونة وأمام كاميرات العالم أجمعين؟

إنها طريقة سهلة خفيفة التكاليف، على العرب التفكير العميق فيها بعد أن بدأ ربيع العالم العربي في القدوم..

قال الرب: إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا يوم تكون السماء كالمهل والجبال كالعهن ولا يسأل حميم حميما..

مر الثعلب على الذئب يوما فرآه في المصيدة فالتفت إليه الذئب وقال لعلك شامت بي يا أبا حصين ولكني سائلك سؤالا عن نهاية العالم يقولون إنها قريبة؟

قال الثعلب شامتا: أما نهاية العالم فلا علم لي بها ولكن الأكيد أن نهايتك اقتربت!

وكذلك ستكون نهاية بني صهيون!