تراجع عدد برقيات المعايدة الورقية في مصر بنحو كبير بنسبة 90%، وذلك منذ ظهور خدمة الرسائل القصيرة المرسلة من الهواتف المحمولة" إس إم إس". وقالت دراسة أعدتها الهيئة القومية للبريد المصري إن "حجم برقيات المعايدة الورقية في مصر لا يتجاوز الآن الـ 10% من حجم ما كان يتم إرساله وتبادله بين المواطنين قبل ظهور هذه الخدمة الإلكترونية".
وعلق رئيس الهيئة القومية للبريد المصري المهندس عباس متولي قائلا إنه بالرغم من تراجع حجم هذه البرقيات، إلا أن حجم العمل بالهيئة لم يتأثر بصفة عامة، بل إنه حقق زيادة عن السابق بنسبة 50%، نتيجة استحداث مكاتبات جديدة لم تكن موجودة من قبل، مثل خطابات "البيزنس" التي تتضمن الخطابات المتبادلة بين البنوك وعملائها بخصوص كشوف الحسابات الشهرية، وكذلك خطابات الحساب الشخصي الـ"أيه تي أم" من البنك للعملاء وفواتير التلفون المحمول.
وأضاف أن البريد المصري استحدث خدمة مقدمة للمعتمرين والحجاج، حيث يمكنهم تسليم هداياهم من أي نوع في مكاتب البريد في مكة والمدينة بالمملكة العربية السعودية، ومن خلال بروتوكول تعاون مشترك موقع بين هيئتي البريد المصرية والسعودية يتم نقل هذه الهدايا للحجاج والمعتمرين من السعودية لأي مكان في مصر بأسعار مناسبة.
وكانت خدمة الرسائل القصيرة التي ترسل على الهواتف المحمولة "إس إم إس" قد بدأت في ديسمبر من عام 1992 عندما قام أحد مهندسي شركة "سيما جروب" والبالغ من العمر 22 عاما باستخدام هاتف شخصي لإرسال رسالة نصية تحمل تهنئة بالكريسماس عبر شبكة فودافون لهاتف أحد زملائه، وبعدها تزايد استخدام الرسائل النصية القصيرة بوتيرة متباطئة لا تتجاوز 4 رسائل لكل مشترك في الشهر على شبكات المحمول، وذلك نتيجة عدم قيام مشغلي الشبكات وضع أنظمة للدفع، لاسيما أن مشتركي المحمول يدفعون مقدما.
وبمرور الوقت انتشر استخدام الرسائل القصيرة بصورة كبيرة وأصبح لها لغة خاصة يفهمها مستخدموها خاصة الشباب منهم وتعددت استخدامات هذه الرسائل ما بين الأشخاص والمؤسسات وتنوع مضمونها مابين الإعلانات عن المنتجات والخدمات والمعلومات وحركة أسواق المال والتذكير بمواعيد الاجتماعات إلى جانب التهاني بالأعياد والمناسبات السعيدة.
وتراهن شركات المحمول على نمو هذه الخدمة بالدول التي انخفضت بها أسعارها بمستويات ملحوظة، على غرار نموها في أسواق مثل الولايات المتحدة الأمريكية والفلبين واليابان.