عاش سكان العاصمة الرياض ليلة أول من أمس ليلة ثقافية وترفيهية من خلال الفعاليات التي نظمتها أمانة الرياض احتفالاً بعيد الفطر، حيث افتتح أمير منطقة الرياض بالنيابة صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز الفعاليات بساحات منطقة قصر الحكم قدمت خلالها عدد من الفرق الشعبية ألوانا من الفنون الشعبية التي تشتهر بها بعض مناطق المملكة.

وقالت أمانة الرياض، إن مواقع استضافة الأنشطة المسرحية في احتفالات أمانة منطقة الرياض استقبلت أول أيام العيد أكثر من 15 ألف متفرج ومتفرجة.

وفي تمام العاشرة مساء انطلقت الألعاب النارية من 6 مواقع مختلفة شهدت كثافة بشرية ومرورية نتيجة حرص المتابعين على مشاهدتها عن قرب، خاصة أنها تجتذب كافة الأعمار، فيما شهدت ساحات العروض تواجداً عائلياً متوسطاً وشرعت أبوابها منذ عصر أمس وبلغت ذروة الحضور بعد صلاة العشاء للاستمتاع بالفعاليات المصاحبة.

أما المسرحيات الـ13 التي نظمتها الأمانة فكانت هي الأبرز من خلال الحضور الكثيف الذي غصت به القاعات قبل انطلاق المسرحيات في العاشرة مساء، وبالرغم من التفاعل الجيد الذي حظيت به المسرحيات إلا أن عدم وجود نصوص جيدة أثار بعض الحاضرين الذين وصفوا بعضها بالركيكية واعتبرت بعض السيدات أن بعض المسرحيات تستهدف الضحك غير الهادف.


بنات فاطمة

كما انتقد عدد من الحاضرات مسرحية "بنات فاطمة" التي تعرض على مسرح مركز الملك فهد الثقافي بالرياض وحضرها ألفا امرأة لاحتوائها على بعض التلميحات التي وصفها البعض بالخارجة عن الذوق وعدم مراعاة الممثلات لوجود أطفال مع أمهاتهم في القاعة، فيما اعتبر بعض السيدات أن المسرحية "سلق بيض".

وشملت هذه التلميحات النقاش الذي دار بين "فاطمة" - تؤدي دورها الممثلة نادية كرم- مع ابنتها "موضي" المطلقة- وتؤدي دورها الممثلة عبير أحمد بشأن كيفية تحسين علاقتها مع الرجال، إضافة إلى استفسارات "الجوهرة" أرملة – تؤدي دورها ميساء مغربي الموضى، وعبير أحمد عما فعلته يوم زواجها وغيرها من الكلمات التي لم يكن من الذوق طرحها بهذه الطريقة الفجة وأمام جمهور من الأطفال.

وأشارت بعض الحاضرات اللاتي بلغ عددهن ألفين، إلى أن المسرحية كان هدفها الإضحاك غير الهادف، خصوصا أداء "مها" من فرقة مسك بارتدائها مؤخرة صناعية وتعليقاتها التي كانت تقلد بها مسلسلات حليمة ومحاولاتها لإضحاك الجمهور بطرق سمجة، مما جعل بعض الحاضرات يطالبن عبر "الوطن" بفرق نسائية سعودية ما دام المنتجون مصرين على إحضار ممثلات الدرجة الثالثة من الخليج بمسرحيات تتم بروفاتها في 10 أيام دون أن يكون هناك هدف سوى الإضحاك بطرق سخيفة، وقالت إحدى الحاضرات إن فتياتنا يمكنهن أداء هذه المسرحيات ولديهن طاقات كوميدية كبيرة فقط لو تستغل.

كما انتقدت الحاضرات إقحام مشاهد الرقص دون مبرر حتى إن والدة البنات "فاطمة" رقصت على أنغام مايكل جاكسون ورقصت "موضي" -عبير أحمد- بالطريقة المصرية، مشيرات إلى أن المسرحية اقتصرت على الرقص والحديث عن الرجال والزواج.

واستغل مقدمو المسرحية تعطش الجمهور النسائي للمسرح بنص ركيك واعتمدوا الإبهار بشخصيات كميساء مغربي وعبير أحمد وفرقة مسك لجذب الجمهور الذي خرج ولم يستوعب أن المسرحية تدور حول قضية الزواج، بسبب أن مشاهدها لم تركز على المشكلة بشكل كاف بل استغل العرض لتمجيد حضور ميساء مغربي وكأنها أهم سيدات المسرح العربي، وكان واضحا ذلك من دورها الذي بدا مغايراً عن بقية الممثلات، إلا أن الممثلة عبير أحمد التي لها فترة زمنية أطول في المسرح الخليجي، حظيت بحفاوة أكبر من الجمهور وأتقنت دورها أكثر من ميساء وأغادير.

في المقابل، اشتكى عدد من الحاضرات في حديثهن إلى "الوطن"، من سوء التنظيم بعد أن أجبرن للخروج من القاعة والبقاء نصف ساعة أسفل المركز بعد انتهاء مسرحية الأطفال ثم العودة للقاعة لمسرحية السيدات "بنات فاطمة"، على الرغم من أن القاعتين متجاورتان، وطالب البعض منهن بعقد فعاليات للأطفال بالتزامن مع فعاليات الكبار.

واشتكت الإعلاميات من سوء التعامل وعدم تهيئة مكان مخصص لهن، إذ لم يتمكن من لقاء الممثلات لإجراء لقاءات صحفية معهن، وأبلغن بعد مماطلة طويلة بمغادرة الممثلات، على الرغم من الوعد بلقائهن نهاية العرض لإجراء حوارات، وقد اعتذر منتج العمل عبدالله العامر بشدة عن التصرف غير اللائق من قبل المسؤولة.


هالة وهلالة

شهدت مسرحية هالة وهلالة في أول عروضها مساء أول من أمس بالقاعة الحمراء بالحكير لاند ضمن فعاليات العيد في الرياض حضوراً كثيفاً من النساء وامتلأت نحو 60% من مقاعد القاعة بالمشاهدات، ولم يتوقف "الصفير" والتصفيق.

مسرحية هالة وهلالة التي ألفها مهدي البقمي وأخرجها التنفيذي سحر الجابر ومثلتها كل من الفنانة ليلى سلمان وسارا الجابر وشيخة الزويد وهند محمد هي مسرحية كوميدية تخللتها فقرات من الغناء والرقص للممثلات في جو نسائي بحت، وتشرح صراعاً بين الأختين هالة وهلالة، وتمثل سارا الجابر شخصية هلالة الأخت الصغرى، وهند محمد دور متنكرة أمنية في زي مدني تبحث عن الزيادة في الدخل، وتحاول الاخت الكبرى خداع بعض الباحثين عن الزيادة في الدخل لسرقة ما لديهم من أموال، بينما كانت الصغرى تستجيب لضغوطات أختها الكبرى، إلا أنها تتخوف وترفض تلك الأفعال، وتدور الأحداث إلى أن تصل نساء من السلك الأمني يتنكرن في زي باحثات عن زيادة في الدخل ويعددن كميناً للأختين والقبض عليهما.

واجتذبت "قفشات" الممثلات والخروج عن النص، إعجاب وسرور الحاضرات اللاتي ملأن القاعة بالتصفير والتصفيق وعبارات الإعجاب والامتنان منذ بداية المسرحية وحتى بعد نهايتها.





ما لها حل

وناقشت مسرحية "ما لها حل" التي أقيمت على مسرح جامعة اليمامة، بقالب مسرحي ترفيهي أوضاع سجينين خضعا لدورات تدريبية لمحاولة حل مشاكل المجتمع عقب إطلاق سراحهما، وسط معارضة مدير عام السجن بأن ذلك غير مجد كونهم قضوا فترة 3 سنوات في السجن وباقي 4 سنوات على إطلاق سراحهم ولم يتبدل حالهم وأفكارهم.

ودعت المسرحية إلى احتواء المساجين قبل إطلاق سراحهم ومحاولة جعلهم عنصرا مساعدا على حل المشكلات في المجتمع، قبل أن تحتويهم جماعات خارجية لأغراض "إجرامية".

وبالرغم من ميل سيناريو المسرحية لأحوال السجناء إلا أن ذلك لم يشفع لهم بالكف والصفح عن انتقاد بعض الجهات الحكومية والخاصة، حيث شهدت المسرحية انتقاد أداء إحدى شركات الطيران الجوية والسفر عبر النقل الجماعي وذلك نتيجة سوء الحافلات.

وشهدت المسرحية حضوراً جماهيرياً كبيرا غصت بهم جنبات مسرح جامعة اليمامة التي امتلأت قبل بدء المسرحية بنحو"نصف الساعة"، وتفاعل الجمهور مع ترديد أسماء أبطال المسرحية وهما نايف فايز ومحمد العيسى اللذان مثلا دور السجينين بالمسرحية.


بابا سامحني

ولم يستطع أكثر من 100 شاب مساء أول من أمس مشاهدة مسرحية "بابا سامحني" التي تعرض بمسرح كلية التقنية بسبب امتلاء القاعة بالجمهور قبل بدء العرض بساعة.

ورصدت "الوطن" التي تواجدت قبل بدء العرض عند الساعة التاسعة مساءً، إمتلاء المسرح الذي يستوعب 700 شخص في تمام الساعة 9:20 مساءً، كما تراوحت أعمار جمهور مسرحية "بابا سامحني" ما بين 18 إلى 35 سنة تقريباً.

وأكد عدد من الذين لم يحالفهم الحظ من مشاهدة المسرحية والحصول على مقعد والعودة أدراجهم في حديثهم إلى "الوطن" أنهم سيحضرون اليوم الثاني مبكراً للحصول على مقعد، وطالبوا بأن تعرض مثل هذه المسرحيات على مسارح أكبر تستوعب أعداا كبيرة، مشيرين إلى أن مسرح كلية التقنية لا يستوعب أكثر من 700 شخص بينما حضر نحو ألف شخص لمتابعة المسرحية.


بنات فاطمة

تحكي قصة "بنات فاطمة" دور سيدة لديها أربع بنات هن "جوهرة" وتؤدي دورها ميساء مغربي - سيدة أعمال وأرملة و"موضي" -عبير احمد- توأم جوهرة وهي مطلقة ومثقفة ومعقدة من الرجال ومها ونوف – من فرقة مسك- وهما الأختان الصغيرتان اللتان ترغبان بالزواج رغم أنهما لم تتعديا العشرين من العمر وتؤدي الممثلة أغادير السعيد دور الخطابة التي تنتهي القصة بطردها بعد عرضها لزواج مسيار على الفتيات اللاتي يفاجأن بقبول أمهن "فاطمة" للعريس الذي لقب بشيخ المسيار لكثرة زواجاته بهذه الطريقة.

حفظ الأمن

قالت المسؤولة عن مركز الملك فهد الثقافي لولوة التميمي، إن المركز جهة مستضيفة فقط وإن أي مشاكل تتحملها الجهة المنظمة، مشيرة إلى جهود المركز في تخفيف الزحام حيث نقل عرض مسرحية بنات فاطمة إلى القاعة التي تتسع لثلاثة آلاف سيدة، كما جرى إدخال السيدات من بوابتين منفصلتين، وشارك في حفظ الأمن 20 سيدة.