القرارات الجريئة والشجاعة التي صدرت من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بإعفاء الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم فيصل العبد الهادي من منصبه بسبب قضية مشاركة لاعب فريق الشباب الكروي الموقوف آسيويا عبد العزيز السعران في مباراة الأهلي في دوري الأبطال, وقراره بتهبيط فريق الوحدة لدوري أندية الدرجة الأولى بعد اكتشاف حالة التلاعب في الجولة الـ 26 والأخيرة من دوري زين للمحترفين كأقوى وأجرأ قرار تاريخي شهدته الكرة السعودية, يبرز لنا حقيقة أن الكرة السعودية ماضية للأمام, وأن ما صاحبها من وهن وكسل وغلبة صوت الجاه والمال في بعض الإجراءات الإدارية والاحترافية لم يكن إلا كعابر سبيل أو كسحابة صيف عابرة.
لقد مر الشارع الرياضي قبل فترة وجيزة وبعد توالي سقطات المنتخبات السعودية وانتشار بعض الفضائح الإدارية نتيجة لأخطاء وإهمال شديدين، بحالة إحباط شديدة ويأس كبير في أننا سنكون في الأسفلين, بعد أن غابت عن ذلكم الشارع النتائج الواقعية لتلك الحزم الإصلاحية والتطويرية التي أطلقها الرئيس العام لرعاية الشباب, إلا أن القرارين الأخيرين اللذين صدرا في وقت متقارب جدا, سيعيدان هيبة الرئاسة العام لرعاية الشباب والاتحاد السعودي لكرة القدم وأن تلك الحزم ستبصر نتائجها النور وستكون أمام الجميع من عاملين ومن شخصيات مرتبطة بالأعمال المباشرة لهذا القطاع الحيوي خطوط تضرب ألف حساب عند الإقدام على كل خطوة, واليوم يترقب الجميع القرارات التاريخية الأخرى بعدما تنتهي اللجان من أعمالها في قضية الرشوة التي أثيرت في لقاء الوحدة ونجران في دوري زين للمحترفين وما سيصاحبها من قرارات قد تكون أقوى من سابقتها.
كنا في وقت سابق قطعنا الأمل منذ الألفية الماضية في أن يقيض الله رجلا (قويا) يقود رياضتنا بحجم شخصية وحجم الأمير الراحل فيصل بن فهد (يرحمه الله)، وكنا نضع في حساباتنا الذهنية أن ذلك لن يكون إلا بعد 100 عام, كعمر تكون وتطور وتحول المجتمعات البشرية بحسب نظرية أهل علم الاجتماع, إلا أن الدولة كسرت تلك النظرية بقرار الأمر السامي بتعيين الأمير نواف بن فيصل (القوي الأمين) رئيسا عاما لرعاية الشباب بمرتبة وزير وهو القرار الحكيم الذي سيعيد شخصية وهيبة رياضتنا كما كان عليه والده (رحمه الله).