رفضت السلطة القضائية في إيران أمس اقتراحات تقدم بها الرئيس نجاد وأعضاء من حكومته تتعلق بإطلاق سراح الأمريكية سارة شرود - التي اعتقلت مع زملائها شون كابريل وشين باور في أول أغسطس 2009 خلال دخولهم الأراضي الإيرانية من العراق-.وجاءت عملية المماطلة للقضاء الإيراني على خلفية الاختلافات السائدة بين السلطة القضائية ونجاد بسبب تصريحاته الأسبوع الماضي والتي هاجم فيها السلطة القضائية لتأخرها في معالجة ملفات المعتقلين في السجون.

وتأتي تصريحات المدعي العام لطهران عباس جعفري دولت ابادي والتي كشفت للرأي العام المحلي والدولي عن فقدان التنسيق بين السلطات الثلاث في إيران . قال أبادي،إن إيران ألغت الإفراج المزمع عن أمريكية محتجزة نظرا لعدم اكتمال الإجراءات القانونية. ولم يعلن أبادي موعدا للإفراج عن شورد. وقال للصحفيين، إن إيران ألغت عملية إطلاق سراح هذه الفتاة الأمريكية لعدم الانتهاء من الإجراءات القانونية بشأن قضيتها. فيما أعلنت وكالة إيرنا الحكومية،أن عملية الإفراج عن الجاسوسة الأمريكية قد أجلت ولم تلغ.

إلى ذلك أعلن الرجل الثاني في السفارة الإيرانية في فنلندا والقائم بأعمالها سابقا حسين علي زادة،أمس، أنه استقال من منصبه للانضمام إلى معارضي الرئيس محمود أحمدي نجاد.

وقال في اتصال هاتفي معه في هلسنكي "لقد اتخذت هذا القرار بمفردي وأنا مصمم عليه".

وأوضح الدبلوماسي انه قدم استقالته قبل أربعة أيام وأن سبب قراره هو "الانتخابات غير العادلة" التي جرت في يونيو 2009 في إيران "عندما تم فرض نجاد على الإيرانيين".

وأضاف "أنه يمثل خطرا كبيرا على الجميع، ليس على العالم والمنطقة وحسب، وإنما أيضا على الإيرانيين".

وعلي زادة الذي لم يشأ توضيح ما إذا كان يعتزم طلب اللجوء السياسي إلى فنلندا، أشار إلى أنه "خائف جدا" على سلامته وأنه تلقى تهديدات عبر البريد الإلكتروني. وعلي زادة البالغ من العمر 45 عاما والمتزوج ولديه ثلاثة أطفال، يمارس العمل الدبلوماسي منذ 21 عاما وشغل مناصب في بلغاريا ومصر خصوصا. وأكد الدبلوماسي الذي يعمل في وزارة الخارجية الإيرانية منذ 21 عاما، أن الدبلوماسيين الإيرانيين "معارضون للنظام في غالبيتهم". وهو الدبلوماسي الإيراني الثاني في شمال أوروبا الذي يستقيل من منصبه بعد استقالة قنصل إيران في أوسلو محمد رضا حيدري في يناير الماضي.

وفي طهران، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهنبراست أن مهمة حسين علي زادة في فنلندا انتهت في العشرين من أغسطس الماضي وأنه كان يشغل منصب الملحق الاقتصادي في السفارة حتى ذلك التاريخ.

وأضاف المتحدث "في ختام مهمته، طلب علي زادة البقاء في هلسنكي بسبب امتحانات أولاده. ونحن في صدد دراسة هذا الطلب".