ليس هناك جدال أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر، كانت ومازالت نقطة تحول في أغلب القنوات الفضائية في العالم، فقد تركت آثارا كبيرة على الإعلام وبنيته ومهماته، بل كانت الوجبة الدسمة التى تناولها الإعلام من كل الزوايا حتى وقتنا الحاضر، إلاّ أن المنظومة الإعلامية الأميركية برزت وأثبتت جدارتها مع الأحداث. وعلى الدّوام كانت "الماكينة" الإعلاميّة على استعداد تام لقيادة الأحداث بانسيابية موجهة، ولو أنها لا ترنو إلى الحقيقة في معظم أحيانها، إلا أنها كانت تمارس دورها المطلوب بلياقة عالية، نجح الإعلام الأميركي في نقل صور الحدث ومتابعة حادثة ارتطام الطائرتين ببرجي مركز التجارة العالمي وانهيارهما بتفاصيلها الدقيقة، من خلال التعاون السريع مع المصورين الهواة، تلا ذلك سقوط بغداد ومقتل الرئيس صدام حسين، وأظهرت الصور في أول أيام عيد الأضحى المبارك حبال المشنقة أمام الملايين وهي تلتف حول عنق الرئيس في صورة تعكس عدم الاحترام لمشاعر المشاهدين ومشاعر المتعاطفين وحتى آخر الاهتمامات بمشاعر المسلمين، فيما غابت أو غيبت عدسات الإعلام الأمريكي الحر المتطور عن أحداث "ليلة القبض على بن لادن"، إلا أن احترام الإعلام الأميركي لمشاعر المسلمين كان "شماعة" الاعتذار عن عدم نشر الصور. ولايزال المشاهد هنا وهناك ينتظر حقائق لمشاهدة نهاية مطلوب دام البحث عنه سنوات طويلة.

الإعلام الأميركي يستحضر المعلومات الحقيقية وإن خالطها الكثير من الشوائب، ثم يبلورها لأجندة معينة، بينما إعلامنا العربي يسير مع الركب "ضاربا للدفوف". إعلامنا العربي، المتعايش مع الثورات العربية، ينقل لنا أرقاما وصورا، نجدها في اختلاف وتناقض تام بين قناة وأخرى، سرعة نقل الخبر، كيفما يكون، للتنافس بعيدا عن مصداقيته واحترامه للمشاهد، ويبقى هنا الفرق بين إعلامنا العربي وإعلامهم.