احتفلت أمس الجالية الإسلامية بمدينة فلورنسا ونواحيها بعيد الفطر في أجواء متوترة أحدثتها - من جهة - مبادرات ومواقف اليمين المتطرف الرافضة للوجود الإسلامي بالمدينة وبإيطاليا عامة، ومن جهة أخرى، الجدل الدائر حول مشروع بناء مسجد كبير بالمدينة نفسها.
وكان الإمام عز الدين، وهو رئيس جمعية إسلامية بفلورنسا، قد أعلن أن الجالية الإسلامية هناك بدأت بشكل فعلي في الإجراءات القانونية لبناء مسجد كبير بالمدينة، مؤكداً أن ذلك حق يضمنه الدستور الإيطالي ما دام أنه سيراعي كل الشروط القانونية والعمرانية للمدينة، حسب قوله.
المبادرة أخرجت اليمين المتشدد عن صوابه ليسارع نائبه بالبرلمان ريكاردو ماتسوني إلى وصفها بالاستفزازية والمضرة بالصورة التاريخية لمدينة فلورنسا. وقال إن الإعلان عن المشروع جاء عشية الذكرى السنوية الرابعة لوفاة الصحفية والكاتبة الإيطالية أورينا فلاتشي المنتمية لنفس المدينة والمعروفة بدفاعها عن الغرب المسيحي وبما وصفته في كتبها بـ"الخطر الإسلامي". وأضاف أنه "لا يعقل أن يوجد مسجد بفلورنسا التي تعتبر عاصمة عصر النهضة ومولد عدد من رموزها التاريخيين"، محذراً من خطر المشروع الذي يهدف - حسب قوله - إلى أسلمة المدينة.
وتأتي تصريحات النائب اليميني في وقت يشن فيه حزب عصبة الشمال المناهض للإسلام حملة بالشمال الإيطالي لتمرير قانون جديد لمنع بناء المساجد ولتنظيم استفتاء شعبي يتعلق بالموضوع نفسه. وكان نائب رئيس جهة لومبارديا بالشمال الإيطالي جيبيلي قد قدم مشروعاً بذلك إلى زملائه بالحكومة الإيطالية لدعمه والمصادقة عليه للتصدي لما يسمه عصبة الشمال بـ"الزحف الإسلامي".
من جهة أخرى احتفل مسلمو العاصمة روما بعيد الفطر في أجواء مثالية على الرغم من التوافد المكثف للمصلين على المسجد الكبير. ولإنجاح العملية التنظيمية التي قام بها المسؤولون عن المسجد والمركز الإسلامي تمت إقامة صلاة العيد ثلاث مرات لتمكين أبناء الجالية من تأديتها بعد أن ضاق المسجد بالمصلين.