في كل مرة أقف في طابور الجوازات السعودي لدخول الوطن بعد رحلة دولية، أحمد الله لكوني سعودية وإلا لوقعت في قبضة جوازاتنا وما أدراك ما الجوازات، وكيف يطبقون الإجراءات، وأي معاملة تنالها مختلف الجنسيات!
لأصحاب تلك الأفئدة التي تعلقت ببلاد الحرمين توقعات تختلف عن الواقع الذي يصطدمون به في أول مكان تطأ فوقه أقدامهم على أرضنا. فبينما هم يتوقعون تعاملا إسلاميا كما كانوا يقرؤون عن تلك الأخلاق الإسلامية التي أتخذت مكانا لها في صدر الإسلام وما تلاه، يفاجؤون بالمقابل بلهجة شديدة الحدة بلا مبرر، تزداد أو تخف تبعا للون البشرة ونوع الجواز.
من الجهل والظلم أن يعمم ذلك على جميع العاملين بالجوازت، إلا إن البعض منهم يسيء للبعض الآخر في ترجمة المهنية الى عبوس وصراخ بوجه ضيوفنا الأجانب أو تلك الأيدي العاملة التي قدمت للعمل في بلادنا، فتُصحب الأوامر بالهجوم ويتبع السؤال بالإهانة لتتحول نقطة الجوازات إلى مكتب تحقيق ويصبح القادم نادما، ولا أعلم كيف يحق لنا بعد ذلك أن نلومهم على نقل صورة سيئة عنّا للعالم.
لا يفتقر البعض منهم الى أبسط أسس التعامل مع الآخرين بمهنية فقط، بل يفتقر أيضا إلى أسس التعامل مع الكمبيوترات وأجهزة التقنية، مما تنتج عن ذلك أخطاء فادحة كما يحدث الآن لأحد الإخوة المقيمين الذي بعث برسالة استغاثة للزميل خلف الحربي يشرح فيها معاناته مع حظر السفر المفروض عليه بسبب خطأ جوازات جدة في إضافة عامل هندي مطلوب للعدالة إلى إقامته، وتأخر جوازات الرياض في تصحيح هذا الخطأ وما خفي من أخطاء أخرى تحدث بشكل مستمر ومتكرر كان أعظم.
لعل الجوازات بحاجة لإيقاف تلك التجاوزات عن طريق تثقيف منسوبيها وإلحاقهم بدورات فعّالة لزيادة كفاءتهم وتهذيب سلوكيات البعض منهم، وتوفير قدر كافٍ من المترجمين لتسهيل مهمة عملهم وعملية تعاملهم مع المسافرين بداً من تكسير الكلام واستخدام الإشارة أو الاعتماد على فزعة أحد المصطفين.
ليتنا ندير أعمالنا بمهنية.. ليس فقط في الجوازت بل في كل جهة تمثّلنا في بلادنا، وبكل بلد نمثّل به حالنا.