منذ زمن "الفيديو أبو شريط صغير"، وأخيه "أبو شريط كبير"، عرفنا المسرح في الخليج بالمسرح الكويتي، بل إن مصطلح "مسرحية خليجية"، إنما كان يعني المسرح الكويتي وحده، مما يجعل ريادة المسرح في الخليج للكويت وحدها.. وهل ينازعها أحد في ذلك؟!

كنّا نتسابق على اقتناء، أو استعارة، أو استئجار، "أشرطة الفيديو"، التي تحوي المسرحيات الكويتية، وأذكر أن "باي باي لندن"، كانت عملةً نادرة، وأنّ مضمونها الناقد للواقع العربي، كان مفاجأةً من النوع الذي يتحول إلى صدمة، حتى إن ذهولنا من الإسقاطات السياسية التي حوتها تلك المسرحية، جعلنا نردّدها حتى في ملاعب "الكورة"، ووصل الأمر بنا حدّ أنْ لقّبنا أحد الأصدقاء بـ"نهاش فتى البراري والقفار"، وما زال "نهاشاً" إلى الآن.

الكويتيون يعرفون المسرح، ويمارسونه منذ ثلاثينات القرن الميلادي الماضي، وكان عبدالحسين عبدالرضا، وسعد الفرج، ومريم الغضبان، ومريم الصالح، وغانم الصالح، وسعاد عبدالله، وحياة الفهد، ومحمد السريع، وجاسم النبهان، وغيرهم، نجوماً خارقين بالنسبة إلى المتابع السعودي على وجه الخصوص.

لا أظن أن العروض المسرحية الكويتية كانت مرتبطة بالمهرجانات وحسب، كما هو الحال الآن، وأجزم أنها كانت مدعومة دعماً حكوميّاً، لأنها لم تكن تجارية بالطريقة التي تقودها إلى الإسفاف، ومراعاة الجانب السطحي من الرغبات الجماهيريّة.

الآن؛ هل بيننا من يسأل عن الإنتاج المسرحي الكويتي؟ وهل نحاول الحصول على جديده؟ وهل يهمّنا ما آل إليه حال المسرح في الكويت؟

الإجابات كلها: لا

ومن هذه الـ"لا"، تخرج "لماذا"؟

وإجابة الـ"لماذا"، معروفة، حيث تخلى المسرح الكويتي عن عرشه، وأصبح المسرح الكويتي موسمياً، كمسرحنا السعودي الذي لا يتجاوز الجنادرية، وأعياد الرياض، وجهود بعض المخلصين في بعض الجمعيات.

في الكويت أيضاً، لم تعد المسرحيات تُقدم إلا في الأعياد والمناسبات، وجلها موجّهة للأطفال، وكأن المسرح صار ترفيهاً وحسب، مما يعني تخليه عن دوره التنويري الممتد بامتداد قضايانا التي لا نهاية لها.

في الكويت، كنا نسمع عن وجود معهد عال للفنون المسرحية، ولا أدري ما مصيره؟ وأين مخرجاته؟

بالمناسبة؛ يبدو لي أن المسارح المهيأة للعروض، في الكويت قليلة، وأذكر أنني حاورت ـ تلفزيونياً ـ الفنان سعد الفرج، قبل سنوات، وذكر أنه يتمنى أن يوجد في الكويت، مسرح كمسرح إدارة التعليم في أبها!

أيعقلُ هذا عن مهد المسرح الخليجي؟