يعتقد البعض أن العيد للأطفال فقط، فيكون الشغل الشاغل لهم التفكير في الترويح عن الأطفال، وتحقيق الرفاهية لهم، بشراء الملابس الجديدة لهم، ومنحهم الفرصة للخروج لمراكز الألعاب لممارسة الألعاب المختلفة، أو الخروج إلى الشواطئ لمنحهم الفرصة في ممارسة السباحة، في الوقت الذي يكتفي فيه الكبار بعقد اجتماعاتهم الأسرية في استراحات أو شاليهات دون الاهتمام بالزيارات المنزلية في نهار العيد، وتحديدا بعد الصلاة كما كان يعمل في السابق.
عادات العيد
في الزمن القريب كان الكثير من الناس يقومون بتجهيز وجبة الإفطار في صباح العيد عند أحد كبار شخصيات الحي أو القرية، حيث يجتمعون لديه ويتبادلون التهاني بالعيد، ومن ثم بعد ذلك يقومون بالتجمع والمرور على سكان الحي أو القرية واحدا تلو الآخر، وشرب قهوة، وتناول حلوى العيد، وهكذا حتى ينتهوا من جميع المنازل في الحي، ولكن في وقتنا الحاضر أصبحت هذه الاجتماعات تأخذ طابع الترتيب والتنسيق، بحيث تكون في أماكن موحدة للاجتماع والمعايدة خلال أيام العيد.
يقول عبدالرحمن الشهري (أحد سكان غرب الدمام) "نفتقد الاجتماع داخل البيوت في نهار العيد، حيث أصبح الجيران يتفقون على الاجتماع في المسجد والمعايدة فيه، والاكتفاء بذلك، وأما فيما يخص الأسرة والأقارب فإن الاستراحات أصبحت كفيلة بالاجتماع لمدة ثلاث أو أربع ساعات لتبادل التهاني بالعيد".
ويرى سعد العميري أن العيد أصبح من وجهة نظره للأطفال فقط، وأن الكبار يكتفون بالاجتماع، إما مع الجيران في أحد بيوت الحي، وإما مع الأقارب داخل إحدى الاستراحات إذا كان الأقارب متواجدين في المنطقة، أما إذا قل العدد فإن مصير الاجتماع يكون شبه مفقود.
أسعار ملتهبة
قبل يوم العيد بيوم أو يومين يجتمع الأقارب للبحث عن استراحة أو شاليه للاجتماع ليوم واحد على الأقل مع بعضهم وتناول وجبة الغداء أو العشاء معاً، ولكن بعضهم لا يمكن أن يطبق هذه الظاهرة بسبب ارتفاع الأسعار لهذه الأماكن خلال أيام العيد.
يؤكد عبدالله الفرحان أنه كلف من قبل إخوانه للبحث عن استراحة مناسبة أو شاليه لقضاء بعض الوقت في اليوم الأول للعيد أو أي يوم يراه الإخوان مناسبا، فوجد أقل استراحة يمكن أن تأخذها بـ 1500 ريال لليوم الواحد، والشاليهات 2000 ريال لليوم، مضيفا أن أغلب الأقارب يقضون العيد في مناطق أخرى، مما جعل الأمر لا يسمح بتأجير استراحة أو شاليه في هذه الأيام، لقلة عدد الذين سوف يجتمعون يوم العيد من الأقارب.
الألعاب النارية
مع اقتراب العيد يبدأ الكثير من العائلات بشراء أنواع الألعاب المختلفة للأطفال التي يتخللها مايسمى بالشروخ أو الألعاب النارية دون التفكير فيما يمكن أن تتسبب فيه من أذى للأطفال في ظل مطاردة رجال الدفاع المدني لبائعي هذه الألعاب النارية عند المحلات التجارية والأسواق والقيام بالحملات الأمنية لتوقيف الباعة المتجولين، حيث تجد الأطفال بعد نهاية صلاة العيد يتجمعون مع بعضهم للتعبير عن فرحتهم بالعيد من خلال جمع حلوى العيد ومايسمى بالعيدية والتجول على المنازل، وفي الوقت نفسه تجد أن هناك أطفالا جل تفكيرهم أن يعبروا عن فرحهم بإشعال الألعاب النارية بشتى أنواعها دون رقابة أب أو أم، مما قد يتسبب في جعل الفرح بالعيد حزنا أو البقاء في المستشفى على الأسرة البيضاء لتلقي العلاج.
البحر والشاطئ
في نهار العيد ومسائه يفضل الكثير من الأسر قضاء وقت مفتوح على الشواطيء البحرية التي تشتهر بها المنطقة الشرقية من خلال السباحة وركوب الدراجات المائية، والتجمع مع بعض الأقارب على البحر للمعايدة والترويح عن الأطفال.
وشدد الناطق الإعلامي لحرس الحدود بالشرقية العقيد محمد بن سعد الغامدي على ضرورة اتباع تعليمات السلامة البحرية خاصة في أيام العيد، مع الحرص على ارتداء سترة النجاة أثناء السباحة لأنها تنقذ من الغرق، مشيرا إلى أن دوريات حرس الحدود والدوريات البحرية سوف تتواجد بشكل مكثف خلال أيام العيد، مع استمرار الحملات التوعوية والإرشادية. ودعا العقيد الغامدي المواطنين لاتخاذ الحذر ومتابعة الأطفال واتباع العلامات التحذيرية أثناء السباحة، متمنيا السلامة لكل مرتادي شواطئ الشرقية في العيد وفي غيره.