نظريّاً يمكن أن يفوز بعضوية المجلس البلدي في محافظتنا ثلاثة مرشحين من قرية واحدة، لسبب بسيط هو أن الانتخابات لا تجري وفق الدوائر الانتخابية كما هو معروف في شأن الانتخابات وإنما تجري بناء على أن المحافظة كلها دائرة واحدة.
فكل مرشح من الثلاثة يترشح عن كل المحافظة. والمفروض أن تقسم المحافظة إلى دوائر، كل دائرة تشمل مجموعة قرى، وعن كل مجموعة من هذه المجموعات يترشح عضو واحد للمجلس البلدي، إما تتفق كل الدائرة عليه وإما يتنافس مع غيره من داخل الدائرة ويفوز بترشيحها، ليكون انتخابه على أساس قدراته على نفع دائرته وليتمكن ناخبوه من مساءلته في حال قصر في خدمتهم. أما بالشكل الحاصل الآن فالانتخاب يتم على أساس دعم القبيلة وفزعة الجماعة.
في رمضانات سابقة كنا نلعب الكرة الطائرة بعد صلاة الفجر، وكان الملعب بشبكته وأرضه وصافرته تحت ملكية "عطيف" وهو ابن عم لي وحسب علمي فهو لم يسبق أن مارس اللعبة نهائيا، ومن اللاعبين من لديه معرفة بتحكيم اللعبة، وعطيف لا يعطيهم الفرصة، فهو يتولى كل الصلاحيات من تقسيم الفرقتين إلى التحكيم وفض المنازعات. في الواقع كنا نلعب لعبة ليست هي الكرة الطائرة التي يعرفها الناس وإنما خليط من السلة والطائرة والقدم.
أخبرناه أن هناك قانونا للعبة، فردّ علينا: يا جماعة اسمها لعبة، خلونا نلعب بلا تعقيد، أدري بالقانون لكننا نأخذ منه ما يوافق عاداتنا وتقاليدنا! ومن رمضان لرمضان نتعلم حبة حبة، العبوا بس وخلوا الكلام الكثير.
نعرف أن كلامه خطأ، لكن لا نستطيع إقناعه، فالملعب له، ولو ألزمناه بالنظام فسيمزق الشبكة وينزع الخشب ويقطع الكرة، وهو يعرف رغبتنا للعب أكثر منه، ويعرف أنه بتطبيق النظام سيخرج من الملعب.
اليوم "عطيف" يعمل محاميا في إحدى البلديات وملتزم بالقانون على أكمل وجه.
كلما مررت بمراكز انتخابات المجالس البلدية تذكرت "قانون عطيف" الذي نتوقع عودته كل رمضان مع تعديلات شكلية.