ليس اثنين بل ثلاثة في واحد هو ابن تلك الناحية القصية حملته الصدفة والقدر ليكون مديرا عاما ، باشر مهام عمله وقُبل أن يتخذ أول قراراته الإقصائية بادر أفراد الفريق السابق بالهروب إلى إدارات فرعية لاتقاء سخط قراراته الانفعالية ، مديرنا شخصية انفعالية يكره الحوار ويكره مناخاته موغل في حب ذاته المنكسرة والمفعمة بحب الظهور، يأنس بالمخالفين ويستوحش من المختلفين مع توجهاته الإدارية ، يجسد في اجتماعاته شخصية بسماركية فاشية، يطيل التحديق في أعين موظفيه ليرسل لهم رسائله المشفرة التي تحذرهم من مغبة الإبداع أو التطوير ، مديرنا شخصية تعشق الروتين وتعيد إنتاجه وتوزيعه ليكون أسلوب عمل وآلية بقاء له وللمتنفذين حوله ، مديرنا يكره التجديد والمجددين يعشق الكلاسيكية في الحياة كلها ، وفي العمل يمجد الرتابة ويراها واقعية تحافظ على ثوابته ومنطلقاته ، مديرنا وسط في حياته كلها.
مديرنا لشخصيته أبعاد كثيرة فالبعض يراه ثنائي الأبعاد كالشامبو والبلسم -اثنين في آن واحد- والأغلبية تراه بأبعاد ثلاثية كبعض مساحيق الغسيل التى تروج لنفسها من خلال أبعاد ميزاتها الثلاث من نظافة وريح وتوفير ، مديرنا له نفس الميزات فيده نظيفة، ورائحته لم ولن تفوح أبدا ، وفوق ذلك فهو موفر للمال العام محافظ عليه.