البدون هنا أقصد بهم أولئك الإخوة الذين يعيشون بيننا، ويحبون وطننا ولا أبالغ إن قلت إنهم مستعدون للتضحية بأنفسهم من أجله، إلا أنهم وحتى هذه اللحظة لا يملكون وثائق رسمية تثبت سعوديتهم، فهم ضحايا القدر الذي أوجدهم بيننا إما عن طريق أب سعودي أو أم سعودية جمع أحدهم النصيب بطرف آخر من جنسية أخرى.
ونظرا للامتداد الحدودي الجغرافي للمملكة، فقد كان هذا الأمر واردا بكل تأكيد خاصة في ظل الظروف المادية التي أجبرت البعض على الهروب بنصيبه إلى ما بعد الحدود، فضلا عن الإجراءات المعقدة المطلوبة للزواج من أجنبية أو أجنبي.
هذه الفئة من الناس ماتت كل آمالها وطموحاتها، وذلك بسبب ما يواجهونه من تعقيدات في التعامل الإداري، ولذلك اضطروا للطرق الملتوية لإنجاز أمورهم كونهم لا يملكون الوثائق الرسمية التي لها أن تعجل بانفراجها، ومازالوا في حيرة من أمرهم ينتظرون اللحظة التي يتخلصون فيها من تلك الورقة العتيقة التي تثبت أن لأحدهم معاملة بطلب الجنسية سارية المفعول.
ورغم كل الأوامر والتعليمات المتعددة التي تصدر بحق هؤلاء إلا أن البعض منهم إن لم يكن جميعهم يجهل مستقبله القادم، ويخشى أن يطوف به العمر وهو يحفر ذلك الطريق المؤدي للجهة ذات العلاقة بذهاب وإياب لا فائدة منه، ومن هنا ومن منطلق الإيمان بالحقوق والواجبات فإنني أرى أن يتم البت ـ وسريعا ـ في شأن هذه الفئة حتى تتضح لهم الرؤية وتنجلي عن أعينهم غشاوة (البدون) ليكونوا أمام خيارين لا ثالث لهما.. فإما بطاقة تثبت سعوديتهم وبالتالي التساوي مع كل المواطنين وإما إقامة نظامية تكفل لهم حقوقهم كمقيمين نظاميين في البلد.
وليد