كنت أتمنى من رئيس نادي الشباب خالد البلطان عدم التعرض لجمهور الأهلي، خصوصاً أن علاقته بجمهور الأهلي يشوبها كثير من التوتر، وكان الأفضل ألا يقحم نفسه في هذا الموضوع، فالحكمة والعقل كان يجب أن يحضرا، ولكن.
من السهل أن توجه اللوم للجمهور، ومن السهل أيضاً أن توقع اللجنة الفنية العقوبة على الجمهور، ولكن في المقابل من ينصف الأهلي من تجاهل الأمانة لطلب إدارته اختيار حكام أجانب للمباراة؟
وهل من حق لجنة الحكام ورئيسها عمر المهنا، أن تطالب بفرض عقوبة على الأهلي نظير هتافات تحدث من جماهير كل الأندية على حكام المباريات، وليست قاصرة على جمهور الأهلي فقط؟، وما هو مبرر رئيس اللجنة في عدم إعلان اسم حكم المباراة حتى ما قبل بداية المباراة بدقائق؟
تلك أسئلة تبحث عن إجابة، ومن حق الأهلي ـ إدارة وجمهورا ـ أن يعرف الأسباب التي منعت حضور حكام أجانب، وتلك التي جعلت رئيس لجنة الحكام يتكتم على إعلان اسم حكم المباراة في قائمة حكام المباريات الأخرى التي نشرت في الصحف المحلية.
ومع كل تلك الضبابية، أصبح الأهلي في نظر هذه اللجان هو المخطئ، والذي يجب أن تصدر بحقه أقسى العقوبات، وهو الذي تعرض لظلم تحكيمي من حكم المباراة فهد العريني، بتجاهله لضربتي جزاء صحيحتين، ومنحه البطاقة الصفراء الثانية لقائد الفريق محمد مسعد، وبالتالي إشهار البطاقة الحمراء، وتغاضيه عن لكمة الشبابي، البرازيلي تفاريس للاعب الأهلي الجيزاوي.
أعتقد أن من حق الأهلي كما يطالب رئيسه الأمير فهد بن خالد، المطالبة بإلغاء البطاقة الصفراء الثانية التي منحها حكم المباراة لقائد الأهلي، كونها لم تبن على قرار سليم، وأضرت بالفريق، في الوقت الذي سقط اللاعب نتيجة تعرضه للضرب بالقدم من مدافع شبابي، كان هو الأحق بالبطاقة الصفراء، واحتساب خطأ للأهلي.
تعيدنا هذه الحالة إلى حالات مشابهة في الدوريات الأوروبية، تم فيها إلغاء بطاقات صفراء أو حمراء بعد التحقق من عدم صحة قرار الحكم، واتخاذ إجراء آخر بمحاسبة ومعاقبة الحكم، فهل يمكن أن نرى قرارات كهذه تبدأ من حالة المسعد والحكم العريني، تجعلنا نعيد الثقة في اللجنة ورئيسها؟
إننا بحاجة إلى شجاعة اعتراف من اللجان العاملة في اتحاد الكرة، ومنها لجنة الحكام، فدورها لا يجب أن يقتصر فقط على مجاملة حكامها والدفاع عنهم ـ أخطؤوا أو أصابوا ـ، وإنما المهم أن يتم الاعتراف بأخطائهم وتوجيه اللوم لهم، وإنصاف الأندية من حكام يشوهون منافساتنا الرياضية.
ولا أدري حقيقة ما هي قصة وسطنا الرياضي ككل مع جمهور الأهلي، فربما كان ذلك بهدف إسكات هذا الجمهور الوفي، أو منعه من حضور مباريات فريقه، أو إصدار قرارات بإقامة مباريات فريقه دون وجود هذا الجمهور المؤثر، كما يتمنى رئيس الشباب خالد البلطان في مباراة الفريقين المقبلة في إياب ربع نهائي كأس الملك للأبطال.
وقد لاحظنا في مباراة الذهاب التي جمعت الفريقين في الرياض، كيف أن جمهور الأهلي حضر بكثافة وساند فريقه بقوة، وهو تأكيد على أن جمهور الأهلي ليس مرتبطاً بمنطقة دون أخرى، ولا بمدينة دون غيرها، وهذا ما يميز الفرق الكبيرة عن غيرها.
ومن المؤكد أن فرصة الأهلي في التأهل مازالت قائمة وحظوظه كبيرة في بلوغ نصف النهائي، خصوصاً أن فوزه بهدف وحيد كفيل بتأهله وإقصاء الشباب، الذي تتمثل قوته في الثنائي البرازيلي كماتشو، والموهوب أحمد عطيف.
إذا أراد الأهلي أن يكون حاضراً بقوة المنافس في الموسم المقبل، فإن أول ما يجب عمله هو التعاقد مع شبيه كماتشو، لأن مشكلة الأهلي المزمنة عدم وجود صانع ألعاب مفكر، يضبط وسط الفريق، ويضع مهاجمي الفريق في مواجهة مرمى المنافس.
** اختيار الأمير فيصل بن خالد بن عبد الله نجل رئيس هيئة أعضاء الشرف بالنادي الأهلي، عضواً في فريق التخصيص وتنمية الاستثمار الرياضي الذي يرأسه عضو شرف الهلال، الأمير عبدالله بن مساعد، يعد إضافة للرياضة السعودية، فهذا الأمير الشاب نهل وتعلم في مدرسة والده الرياضي الكبير والخبير، بالتوفيق.