اعتبر إمام الجامع الكبير في محافظة خميس مشيط الشيخ الداعية أحمد بن محمد الحواشي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بحصر الفتوى في هيئة كبار العلماء ومن يتم السماح لهم بذلك، من القرارات التنظيمية للأمور الشرعية. وقال إن هذا التوجيه الكريم يؤكد لنا جميعا ما منّ الله به على هذه البلاد من السير على الشرع الحنيف وسنة النبي الأمين محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وأضاف الحواشي أن ولي الأمر بحرصه على الدين ورعايته لوحدة الكلمة، وكما عرف عنه يحفظه الله، وسدد على الخير خطاه، حريص على مصلحة العباد والبلاد، وبتوجيهه هذا القرار وضع تقنينا واضحا وقنوات رسمية للإفتاء لا يمكن قبولها من غير تلك القنوات الرسمية.
وبين الحواشي أن أمر الفتيا أصبح من أبسط وأسهل الأمور لدى البعض في مجتمعنا، وبذلك أضحى يفتي كل من لا يملك علما في ذلك، وأصبح أمر الفتيا من الأمور اليسيرة في حياتنا وتناسى البعض أن أجرأ الناس على الفتيا أجرؤهم على النار، لافتاً إلى أنه أصبح يخوض في المجال من يعلم ومن لا يعلم، وكأن الأمر تجارة من لا سوق له.
وأضاف: لقد وضع خادم الحرمين وفقه الله حداً وسداً منيعاً لكل من يتجرأعلى أن يخوض في غير مجاله، فمن الصعب أن يدخل عضو هيئة كبار العلماء ويجري عملية قسطرة لمريض وكذلك الحال للفتيا، وهي أشد من ذلك، فلا يمكن أن يفتي إلا من يعلم علماً شرعيا فائضا في هذا المجال.
وقال الحواشي: لقد استفحلت بعض الأمور وأصبحت هناك فتاوى تقشعر منها الأبدان ونخشى أن يدركنا ذنب سكوتنا على ذلك، إلا أن قرار الملك الأمين كان منصفاً ومحقاً وجاء في وقته، مشدداً على ضرورة تطبيق العقوبة المباشرة على كل من يخالف الأمر الملكي. كما طالب طلاب العلم وغيرهم بأن يعلموا أن الفتوى ليست دليل علم بل يجب على البعض أن يترك التخصص والعلم لأهله، وأن الفتيا ليست مجالاً للشهرة من خلال "خالف تعرف" فالأمر خطير جداً.
وأضاف الحواشي أن الفتيا عبادة وطاعة وأمر شرعي، قال تعالى: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون)، مبيناً أن اتباع التوجيه الملكي والعمل به طاعة واجبة ملزمة قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" [النساء: 59].
من جهة أخرى، نبه الحواشي كل المسلمين إلى ضرورة القيام بالطاعات وإخلاص النية في العمل، مشيراً لفضل هذا الشهر الكريم فالصيام لله سبحانه وتعالى فليس بيننا من يعلم هل يدركه رمضان القادم أم أنه سيكون في دار القرار فالصيام هو العمل الوحيد الذي لله ويجزي عليه، ويجب علينا ألا يكون صيامنا عادة نسير عليها بل عبادة يجب الإخلاص فيها.