قبل سنة من اليوم، أي صبيحة 31 مايو 2010، أصر متضامنون من جميع أنحاء العالم على كسر الحصار الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، عبر الإبحار في سفن تحمل المواد الطبية والغذائية والقرطاسية إلى أبناء القطاع، وفي خلدهم أن رحلتهم لن تكون سهلة، ولكنهم لم يعلموا أنهم سيواجهون بقوات النخبة الإسرائيلية التي تتعامل عادة مع المهمات الصعبة والخاصة.
تسلح الناشطون الذين شكلوا على سطح السفن الثماني التي شاركت في عملية كسر الحصار، أمما متحدة عائمة، وفي خلدهم أن هذا التنوع الإنساني سيكون رادعا للمحتلين، وأن تنجو رحلتهم من التحذيرات التي أُبلغت لهم بأن إسرائيل لن تسمح لهم بدخول مياه غزة.
ذهبت توقعاتهم أدراج الرياح، بعد أن صعد جنود الاحتلال إلى سطح السفينة "مافي مرمرة" التي كانت تقل معظم المتضامنين ومن كل الجنسيات واللهجات، ولكن الجنود كانوا يعرفون مقصدهم: الشبان الأتراك بالتحديد، ليس لأن السفينة تركية، وإنما لرد الاعتبار لرئيسهم شيمون بيريز بعد المشاحنة السياسية مع رجب طيب إردوغان في منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا والتي كانت نقطة التحول في التعامل التركي مع القضية الفلسطينية.
سقط 9 شهداء أتراك وجرح عدد آخر ولم يسلم الآخرون من المهانة، ولكن "أسطول الحرية1" كان دفعة إنسانية للكثيرين من أحرار العالم، شعروا أو لمسوا معاناة فلسطينيي غزة، كما كان دافعا لمحاولات كثيرة لكسر الحصار عن غزة، كما أحدث في الوقت نفسه عملية فرز إنسانية لمن ينادي بحرية الشعوب ومن يقمعها.