شهد ما يزيد على 3 ملايين مصل مساء أمس ختم القرآن الكريم بالحرم المكي الشريف وسط أجواء إيمانية تجسدت فيها معاني الوحدة، وذابت فيها الفوارق الفردية فالجميع غنيهم وفقيرهم وكبيرهم، وصغيرهم، رافعون الأكف إلى السماء سائلين الكريم العظيم العتق من النار، وقبول الصيام والقيام، وسائر الأعمال الصالحة والتجاوز عما حصل من تقصير ونسيان، وامتلأت أروقة أدوار وأسطح وساحات الحرم الشريف بالمصلين من الرجال والنساء. وامتدت صفوف المصلين لأول مرة إلى نهاية شارع المسيال من الناحية الجنوبية للحرم المكي الشريف، وإلى فندق الشهداء من ناحية أجياد، ومن الناحية الشرقية تحولت مسارات الصعود إلى حافلات النقل الجماعي إلى مصلى لاستيعاب أعداد المصلين، وأغلق طريق الغزة من ناحية مسجد الملك فهد وحول إلى مصلى.

واستنفرت كل الجهات المعنية طاقاتها البشرية والآلية لراحة المصلين من خلال خطط خاصة تم إعدادها مسبقا.

وفي الحرم النبوي الشريف احتشد جموع المصلين منذ وقتٍ مبكر ليشهدوا قيام صلاة التراويح وختام آخر أجزاء القرآن الكريم مع دعاء الختم، وذلك في مشهدٍ يتكرر كل عام في هذا الشهر المبارك.

وبدت على جموع المصلين في مسجد سيد المرسلين، ملامح الحزن المؤلم لفراق الشهر الكريم.

وبذلت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي جهودا في تهيئة أمكنة المصلين بقسمي الرجال والنساء، عقب موعد الإفطار، إضافةً للتعزيزات الأمنية من أفراد وقيادات قوة أمن الحرم، واستنفارهما لأقصى طاقات العمل.

وأكد مدير الأمن العام الفريق سعيد القحطاني في تصريح إلى "الوطن" أمس نجاح خطط الجهات الأمنية التي أعدت لليلة ختم القرآن الكريم حيث لم يسجل ولله الحمد ما يعكر صفو المصلين الذين أدوا صلاة العشاء والتراويح وختم القرآن الكريم في راحة وطمأنينة، مشيرا إلى أن الجهات الأمنية ركزت على تنظيم حركة الحشود البشرية داخل الحرم، والساحات، وقامت كل القطاعات المعنية بهذه المهمة.