حتى في الرياضة، العرب ممنوعون من مجرد الحلم بتقلد المناصب العليا في الاتحاد الدولي لكرة القدم، فمن يتجرأ ويحلم ويأمل في تحويل حلمه إلى واقع، لن يجد غير السياط تنهال على جسده بلا رحمة.

هكذا فعلت (عصابة الفيفا) مع محمد بن همام الذي (حلُم) بالجلوس على (كرسي الفيفا) وعمل بكل جهد لتحقيق ذلك حتى وإن كان هناك (خذلان) عربي.

قبل أيام فقط على انعقاد الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لاختيار رئيس من بين ابن همام وجوزيف بلاتر، حرك الثمانيني صاحب النفوذ الرئيس الحالي المتمسك بالكرسي وكأنه ورثه جداً عن جد كل الأطراف ضد ابن همام، مستخدماً جميع الأسلحة المشروعة وغير المشروعة في معركة غير متكافئة يستمد فيها قوته من خلال بقائه في المنصب وفرض جبروته على الضعفاء من الاتحادات التي ترتضي بالفتات وتقبل أن تكون مكاناً يحرق فيه الفيفا نفاياته باستمرار.

استنجد بلاتر في معركته بلجنة الأخلاق (النائمة طول السنة) للتأثير على ابن همام نفسياً وتشويه صورته أمام مشاطريه بعد التحقيق معه في قضية قالوا إنها تتعلق بالفساد.

وكان من الطبيعي أن تنصف لجنة الأخلاق البعيدة عن صفتها رجلاً يملك قرار استمرارها أو محوها بجرة قلم، فأتت بالسيناريو المعد والمرسوم مسبقاً وهو إيقاف ابن همام بجانب مسؤولين آخرين طيلة التحقيق معهم في القضية، ومطالبة بلاتر بوضع رجل فوق الأخرى وانتظار إعلان فوزه بالتزكية رئيساً للفيفا.

الغريب في الأمر أن المستنجد بلجنة الأخلاق هو نفسه من وقف ضد الأخلاق وفقاً لإثبات تقدم به أكثر من عضو في الفيفا، آخرهم رئيس اتحاد الكونكاكاف جاك وارنر الذي أكد أن (حامي الأخلاق) جوزيف بلاتر سبق وأن قدم هدية قيمتها مليون دولار إلى اتحادات معينة للتصرف بها كما تشاء، فلماذا باتت هديته المأخوذة من مال الاتحاد الدولي حلالاً بينما حُرِّم ذلك على ابن همام؟

ثم إن بلاتر نفسه الذي يطالب بإبعاد الرياضة عن السياسة ويمنع تدخل الأخيرة، هو من يطبق عكس ذلك الآن، ويبدو الأمر أكثر وضوحاً في المساومة غير المعلنة وتنقيبه وتبحره في كيفية فوز قطر التي ينتمي إليها منافسه باستضافة كأس العالم 2022.

قد يكون لدى بلاتر أوراق (مدسوسة) ضد قطر وابن همام نفسه، لكن من يحاسبه هو بما عليه من مخالفات واضحة؟، وأين كانت (الأخلاق) عندما استعانت معظم الدول الفائزة باستضافة المونديالات السابقة بخيارت عديدة من بينها (صديق)؟.