انتقد مدير المركز الثقافي المصري بالعاصمة الكازاخية القديمة مدينة آلمآتي الدكتور صبحي السحيمي ما وصفه بـ"التقصير العربي" خاصة على المستوى الثقافي تجاه الشعوب الإسلامية بدول وسط آسيا - التي تعقد آمالاً كبيرة على الدور العربي في تلبية تعطشها لثقافتها الإسلامية الأصيلة - مشيراً إلى أنه لا يوجد للدول العربية سوى المركز الثقافي السعودي والمصري في كازاخستان.
ودعا السحيمي المؤسسات والمنظمات الثقافية العربية إلى الاهتمام بهذه الشعوب والأخذ بيدها نحو دينها وعمقها الإسلامي بعدما تم عزلها عن دينها لنحو 70 عاماً قضتها تحت الاحتلال السوفيتي الشيوعي.
وقال السحيمي في تصريحات لـ"الوطن" بمقر المركز الثقافي المصري بمدينة آلمآتي: إن الروابط التاريخية بين العرب والشعب الكازاخي قوية؛ حيث كان عمادها الدين الإسلامي الحنيف، والمصير المشترك، كما أن هذه البلاد قدمت للأمة الإسلامية عشرات العلماء والقادة الذين خدموا الإسلام ومنهم الفيلسوف أبو نصر الفارابي وابن سينا والقائد الظاهر بيبرس، وقد ظلت اللغة الكازاخية تكتب بالحرف العربي حتى الاحتلال السوفيتي، لذا أدعو منظماتنا الثقافية كالمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم "الإيسيسكو" وشقيقتها العربية "ألكسو" ومجامعنا اللغوية لدراسة إمكانية إعادة كتابة هذه اللغة بالحرف العربي مرة ثانية، خاصة أن 40% من مفردات اللغة الكازاخية مفردات عربية، وسوف يسهل ذلك كثيراً في ربط هذا الشعب بالأمة العربية والإسلامية كما سيكون عاملاً مهماً في التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري المشترك ويسهل الدخول في الفرص الضخمة للاستثمار العلمي والثقافي والاقتصادي في هذا البلد الناهض.
وطالب السحيمي الدول العربية بزيادة المنح التي تقدمها لأبناء شعب كازاخستان لدراسة اللغة العربية والعلوم الشرعية في الجامعات العربية، وقال: من خلال العمل اليومي بالمركز الثقافي، ومن خلال جولاتي في الجامعات الكازاخية بمختلف الولايات، فإن الشباب الكازاخي شغوف بتعلم العربية لتعينه على معرفة دينه وتعلم العلوم الشرعية، ونقدم في المركز دورات لتعليم اللغة العربية ولعرض الأفلام السينمائية وكذلك الوثائقية، وتحظى بإقبال كبير من مختلف فئات الشعب الكازاخي، وهناك عدة كليات تضم أقساماً للغة العربية يقبل عليها الطلاب وهذا يحتم على الدول العربية الاستفادة من هذه الأجواء وتلك الرغبة لدعم تعلم اللغة العربية.
وعلى الجانب الآخر أوضح السحيمي أن الجامعات الكازاخية تملك مناطق تفوق وتقدم يجب على الدارسين العرب الاستفادة منها وعلى الجامعات العربية عمل بروتوكولات تعاون مشترك معها وقال موضحاً: تتميز الجامعات الكازاخية وخاصة جامعة الفارابي -التي احتفلت أخيراً بمرور 75 عاماً على إنشائها باعتبارها أكبر جامعات وسط آسيا- بالتقدم الهائل في عدد من فروع العلم خاصة مجالات الزراعة والجيولوجيا والرياضيات والفيزياء والتكنولوجيا الحيوية.