أعرب البيت الأبيض أمس عن "القلق" إزاء قيام كنيسة أمريكية بتوجيه دعوة لإحراق نسخة من القرآن في 11 من سبتمبر الجاري.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس إن هذه الدعوة "تضع قواتنا في خطر، وأي نشاط من هذا النوع يعرض قواتنا للخطر، هو مصدر قلق بالنسبة لإدارتنا".

وكانت كنيسة أمريكية معمدانية في فلوريدا جنوب شرق الولايات المتحدة قررت القيام بإحراق مصحف علنا في 11 من سبتمبر بمناسبة الذكرى التاسعة للاعتداءات التي حصلت في هذا التاريخ عام 2001. وصرح قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال الأمريكي ديفيد بترايوس أول من أمس بالقول "أشعـر بقلق بالغ للانعكاسات الممكنة إذا ما أحرقوا نسخة من القرآن".




أعلنت الأمم المتحدة أمس أن الوضع في باكستان التي اجتاحتها فيضانات تاريخية ناجمة عن رياح موسمية غير مسبوقة، يزداد تفاقما وبات يؤثر مباشرة على 21 مليون شخص.

وقالت متحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إليزابيث بيرز في تصريح لها، إن "سوء الوضع مستمر لأن 21 مليون شخص تقريبا يتضررون مباشرة من هذه الفيضانات".

وفيما انحسرت المياه منذ بضعة أسابيع في شمال البلاد ووسطها، تعرب الوكالات الإنسانية عن قلقها من ارتفاع المياه المستمر في إقليم السند الجنوبي في وادي أندوس السفلي، مما يهدد خصوصا مدينة دادو التي يقطنها عشرات آلاف الأشخاص.

وفي السند حيث ازداد صدور أوامر الإجلاء، "ثمة سبعة ملايين منكوب تقريبا"، كما أكدت بيرز التي كشفت مع ذلك أن كثافة الأمطار قد تراجعت.

وأوضحت المتحدثة أن الفرق العاملة في المجال الإنساني ما زالت مع ذلك تواجه "عوائق لوجستية والصعوبات كبيرة".

وأشارت المتحدثة إلى أن دعوة الأمم المتحدة في 11 أغسطس الماضي لجمع أموال "ما زالت تراوح مكانها" والـ 460 مليون دولار التي تمت المطالبة بها آنذاك لمساعدة باكستان، لم يتأمن منها سوى 64% (294,4 مليون دولار).

وقالت إن قطاعين أساسيين لم يحصلا بعد على التمويل الكافي، وهما الصحة (50% من الحاجات) والماء والنظافة (30%).

إلى ذلك أعلنت الشرطة الباكستانية أن 17 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 50 آخرين بجروح أمس في انفجار قنبلة استهدفت المقر العام للشرطة في مدينة كوهات في شمال غرب باكستان. وكانت طالبان باكستان هددت بالقيام بالمزيد من العمليات الانتحارية ضد الجيش والأجهزة الأمنية في باكستان. وقال الناطق باسم الحركة أعظم طارق إن القوات العسكرية والأجهزة الأمنية سمحت لأمريكا بشن هجوم على مقاتلي طالبان بواسطة طائرات بدون طيار لذلك قررت طالبان القيام بهجمات انتحارية ضدها.

ومن أفغانستان حذر القائد الأعلى للقوات الأجنبية الجنرال ديفيد بترايوس من أن خطة أحد القساوسة في ولاية فلوريدا الأمريكية لحرق نسخ من القرآن في الذكرى الـ 9 لهجمات 11 سبتمبر قد تؤدي إلى تقويض جهود أمريكا في أفغانستان مشيراً إلى خطورة الإقدام على حرق المصاحف حيث توقع حدوث هجمات انتقامية ضد القوات الأمريكية في هذا البلد.

وقال بترايوس إن عمل إحراق المصحف في ساحة الكنيسة يخدم مصالح حركة طالبان في أفغانستان وإن الأمر سيهدد في الوقت نفسه حياة الجنود والجهود الأمريكية والدولية ويمكن أن يؤدي إلى إثارة وخلق مشاكل كبيرة ليس في أفغانستان فقط وإنما في كل أنحاء العالم حيث نحن موجودون في مجتمعات إسلامية.

وجاءت تصريحات بترايوس تزامناً مع سلسلة تظاهرات ومسيرات غاضبة شهدتها العاصمة الأفغانية كابول احتجاجاً على خطة الكنيسة الأمريكية لإحراق نسخ من القرآن.

كما طلب بترايوس 2000 جندي آخرين للقوة الأجنبية في البلاد بينهم جنود أمريكيون في الأسابيع المقبلة وذلك رغم تراجع التأييد الدولي للحرب.