بندول وفيفادول أدوية وأقراص ومستحضرات طبية يتم صرفها دائما وأبدا بوصفة طبية وبغير وصفة، وتعتبر وصفة كل أفراد المجتمع ذكورا وإناثا، صغارا وكبارا أغنياء وفقراء، والجميع يعرفون كامل تفاصيلها ودواعي استعمالها والطريقة التي تؤخذ بها وآثارها الجانبية والاحتياطات الضرورية، ويتم تداول هاتين الوصفتين على نطاق واسع وكبير، يشترك فيها كافة المرضى دون تفريق ولا عنصرية. تعتبر الدواء والعلاج الوحيد الذي لا ينقطع عن صيدليات ومستودعات وزارة الصحة، وتتوفر بكميات تجارية بكافة الصيدليات الخاصة والتموينات والبوفيهات، ويحتل مجتمعنا المرتبة الأولى عالميا في استهلاك واستخدام هاتين الوصفتين.
من كان لديه صداع برأسه فتصرف له هذه الوصفة وكذلك من شعر بمغص في بطنه، ومن أحس باحتكاك مفاصله وركبة، ومن تضايق من انتفاخ أو غازات، ومن كان عنده ضيق تنفس أو ربو، ومن أصيب بجروح وكسور وحروق، ومن ارتفعت حرارة طفله، ومن أصيب بتسمم أو لدغ ثعبان، ومن ارتفع عنده مستوى السكر والضغط، ومن أصيب بتليف في كبده أو أورام. وزارة الصحة في بلادنا، ميزانيات ضخمة ومليارات لا نعلم ولا نعرف طريقها، مستشفيات تعج بالمراجعين ومواعيد تأخذ أشهر، ومرضى تتقطع بهم سبل العافية ونهايتهم القبور بعد أن ضاقت بهم أنفسهم من طول الانتظار، نحن كمواطنين لا نحتاج فيفادول ولا بندول، وقد نحصل عليها دون الرجوع لهذه الوزارة ولا مراجعة مستشفياتها نتمنى أن يبت في أمر التأمين الصحي ويفتح المجال للشركات الخارجية، ومستشفيات العالم المتقدم لخدمتنا وعلاج المرضى عندنا. نحن سوف ندفع دماء قلوبنا لإنقاذ أطفالنا وزوجاتنا وأقاربنا، وسوف نحفظ كرامتنا وأنفسنا، لا نريد فيفادول وبندول وانتظارات. نحن من أكثر الشعوب الغنية، فمتى ننعم بخيرات وأموال هذه الأرض الطاهرة.