سرح بي الخيال، وأنا اقرأ تفاصيل المعركة "الحريمية" ـ حسب التسمية المحلية ـ التي دارت رحاها بين الإعلامية المصرية بثينة كامل والمطربة "أنغام"، بعد وصف المطربة لإعلان الإعلامية بأنها تنوي الترشح لرئاسة مصر بـ"الاستفزازي". حيث تخيلت سيادة الرئيس المقبل" بثينة" وقد تربعت على كرسي الرئاسة، وبدأت في إصدار الأوامر والقرارات المصيرية لبلد كبير مثل مصر! وبالطبع فقد وضعت في الحسبان مساءلة مهمة وهي أنها إعلامية، وفوق هذا مقدمة نشرة أخبار.
ولذلك أتوقع أن تبدأ أوامرها بطرد جميع الطاقم الإعلامي الحالي في القنوات الحكومية، وتستبدلهم بـ"شلتها" وأصدقائها المقربين ولا مانع من دخول الإخوة وأبناء العمومة الذين لم يحصلوا على فرصة "الترزز" أمام الكاميرات لأنهم ببساطة لا يعرفون حتى معنى كلمة إعلام. والرئيسة "بثينة" لن تكون خارجة عن السياق والمنطق "الإعلامي" فأسلوب استقدام "الشلة" على حساب القدماء، أسلوب متعارف عليه في الأوساط الإعلامية العربية، بل لا أبالغ إن قلت إنه أصبح "قيمة إعلامية" بامتياز، ومن لم يصدق فلينظر إلى نتائج تعيين الكثير من الإعلاميين في مناصب جديدة، فما بالك بـ"الريس"!.
أما ثاني القرارات "الرئاسية" فهو وضع صورة للرئيسة "بثينة" مساحتها (4 . 4 متر مربع) خلف مقدمي نشرات الأخبار، حتى لا تغيب الطلة البهية عن المشاهدين طوال اليوم، خصوصا أنهم ـ أي المشاهدين ـ سيكونون على موعد يومي وعلى مدار الأربع وعشرين ساعة، مع أخبار"الرئيسة" وكل حركاتها وسكناتها حتى في أكثر غرف المنزل خصوصية، فهي إعلامية قبل أن تكون "قائدة الوطن" ،ومن المؤكد أنها ستوظف موضة تلفزيون الواقع في "خدمة الشعب"!. وكما ورد في الأمر الأول، فالرئيسة المنتظرة بأمرها الثاني لن تشذ عن "القاعدة" والسياق الإعلامي العربي، فأكثر من يطارد الأضواء ويتمسح بوسائل الإعلام ويحرص على تصويره "على الطالعة والنازلة" هم أصحاب المهنة، ولننظر إلى ما يفعلونه على مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيس بوك"!
وبعد هذه الأوامر "التاريخية"، تخيلوا معي أن أحد إعلاميي أو إعلاميات الفضائيات أو الصحف أو الإذاعات العربية "ضربت معه" وأصبح رئيس دولة.. كيف ستكون أحلام المواطنين في مناماتهم؟