كل صيفٍ لنا "عادة" معتادة نمارسها "غصباً" وندفع مقابلها المال..!
وبالتأكيد لن تزول عادتنا ومعاناتنا حتى لو صرح وزير المياه والكهرباء عبدالله الحصين أن الصيف "لن يشهد انقطاعا للتيار الكهربائي"، ليس لأن وكيل ذات الوزارة اعترف واثقاً أن انقطاع التيار الكهربائي أمر حتمي ولا يمكن تفاديه، وليس لأنه اعتبر من يقول خلاف ذلك يجافي الحقيقة.. وليس لأن رئيس الشركة السعودية للكهرباء علي البراك أكد بأنه لا يضمن عدم انقطاع التيار رغم أن الشركة لا تعاني من نقص في توليد الكهرباء.. بل لأن الوعود تكررت.. وذات الانقطاعات تكررت، ولأن الانقطاع لم يفارق السكان حتى في الشتاء..!
كنت مرة في زيارة إلى بلد مجاور فشهدت انقطاع التيار الكهربائي عن منزلين فقط، وشاهدت بعيني فريقاً من شركة الكهرباء يُحضر مولداً مؤقتاً لتشغيل الكهرباء على المنزلين بشكل جزئي قبل الشروع في إصلاح العطل..!
لا أدري لماذا أتذكر هذا المشهد وأنا أقرأ وصف وكيل وزارة المياه والكهرباء صالح العواجي، انقطاع التيار بـ "المألوف" لدى مشغلي الكهرباء في العالم، ومطالبته المستهلكين بألا يعتبروا الانقطاع "نهاية الدنيا".. وألا يربكوا مكاتب الطوارئ بالاتصالات، لأن موظفي الطوارئ لا يستطيعون الرد على آلاف المكالمات..!
كنا قبل سنوات نشتكي من انقطاع التيار الكهربائي عن بعض الأحياء.. فتطورنا وأصبحنا نشتكي من انقطاع يشمل كامل المدينة أوالمحافظة.. و"المساواة في الظلم عدل" ..!
قبل يومين لجأ طلاب وطالبات القنفذة إلى الأمير خالد الفيصل للمطالبة بعدم انقطاع التيار الكهربائي خاصة أيام الاختبارات، فوعد بمناقشة ذلك مع المسؤولين.. والسؤال هنا: لماذا يُشغل الأمير بعمل شركة تجني المال مقابل خدماتها ولديها الكثير من المسؤولين؟ بمعنى أوضح: هل الوصول إلى الأمير أسهل من الوصول إلى مسؤولي الشركة؟