انعقاد الحكومة الإسرائيلية في قلعة داود داخل بلدة القدس القديمة أمس، لم يكن استفزازا للفلسطينيين ولا لبيان لجنة المتابعة للمبادرة العربية، بل كان استفزازا لمشاعر المسلمين والمسيحيين في أرجاء العالم ولا سيما مسيحيي أوروبا. فنتياهو أراد للاجتماع الحكومي بمناسبة الذكرى الـ44 لاحتلال المدينة المقدسة، تذكير العالم بأن المدينة لا يمكن تقسيمها، وأنها ستبقى كما أرادها عاصمة موحدة لدولة إسرائيل اليهودية، وأنه لا مكان فيها لبقية الأديان.

سلوك رئيس الحكومة الإسرائيلية هذا، استمرار لما تحدث به أمام الكونجرس الأميركي الأسبوع الماضي، ورد على ما تحدث به الرئيس الأميركي، باعتبار أراضي الـ67 تشكل حدودا لدولتي فلسطين وإسرائيل، وضرب لكل المبادرات الهادفة إلى حل أزمة الشرق الأوسط، وخاصة المبادرة العربية، مما يعني قطع الطريق على أية مبادرات أو مفاوضات مستقبلية لإيجاد الحل ضمن خارطة طريق أرستها مبادرات الرئيس الأميركي.

والكلام عن مفاوضات تسبق الذهاب إلى نيويورك لعرض مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة على الجمعية العامة للأمم المتحدة، يصبح كمن ينفخ في قربة مثقوبة، وهو ما يجب أن تتداركه القيادة الفلسطينية.

كما أن على القادة الفلسطينيين أن يدركوا أن عملية المصالحة بين طرفي غزة ورام الله، قد أراحت إلى أبعد الحدود الجسد الفلسطيني، فما عليهم سوى السير قدما وبخطى ثابتة باتجاه نيويورك، وعدم الالتفات إلى الوراء، وتجنيد الانتصارات الدبلوماسية التي حققوها على المستوى العالمي، لترجمتها داخل قاعات الأمم المتحدة، لإحراج إسرائيل ومن يقف وراءها، وانتزاع الاعتراف بدولتهم.