ينفذ مركز التميز في أبحاث الحج والعمرة بمعهد خادم الحرمين الشريفين بجامعة أم القرى حاليا دراسة حول حركة المشاة والمركبات بالمنطقة المركزية بالمدينة المنورة تهدف إلى تطوير ومعايرة نموذج لحركة المشاة والمركبات على شارع الملك فيصل بن عبد العزيز بالمنطقة وتطوير واختبار استراتيجيات لإدارة التحكم في التعقيدات المحتملة عند تشابك حركة المركبات وحركة المشاة عند ذهابهم للصلاة في المسجد النبوي الشريف والعودة منه، كما تهدف إلى تحديد الاستراتيجيات ذات الأولوية الفائقة لتطبيقها في المنطقة المركزية لمعالجة هذه التعقيدات.

وأوضح مدير المركز الدكتور نبيل كوشك في تصريح صحفي، أن الزيادة المضطردة في عدد الزوار للمدينة المنورة تجعل من الضروري وضع نظام لدعم اتخاذ القرار فيما يتعلق بتخطيط مسارات المشاة داخل المنطقة المركزية وتوضيح العلاقة بين كثافة حركة المشاة في المنطقة والحركة المرورية في شارع الملك فيصل بن عبد العزيز الذي يحيط بالمنطقة المركزية بالمدينة.

وأضاف أنه في الماضي كان عدد كبير من الفنادق والعمائر التي يسكن بها الزوار تقع داخل منطقة طريق الملك فيصل بن عبد العزيز ولم يكن الزوار يحتاجون لعبور هذا الشارع إلا أن الزيادة الكبيرة في أعدادهم ساهمت بشكل كبير في زيادة عدد العمائر التي يسكنها الزوار خارج المنطقة المركزية مما يضطرهم للتقاطع مع مسارات المركبات في الطريق مما أدى إلى التأثير على حركة المشاة والمركبات في نفس الوقت والتسبب في الكثير من الحوادث. وقال إن الدراسة التي تأتي بالتعاون مع الهيئة العليا لتطوير المدينة المنورة سوف تشكل أساسا لفهم التفاعل الحيوي بين حركة المركبات والمشاة في واحدة من البيئات المزدحمة الأكثر تحديا في العالم، كما أنها ستوفر لمخططي النقل في المدينة المنورة نموذج محاكاة عالي الدقة يمكن استخدامه لتقييم عدد لا يحصى من السيناريوهات المحتملة والتي يطلق عليها سيناريوهات "ماذا لو ؟ "، وذلك بدءا من التصميم وانتهاءً بالبدائل التشغيلية، من أجل إدارة قوية للتفاعل بين حركة المرور على الطرق وعبور المشاة ، كما سيساعد هذا النموذج على توفير قدر عال من السلامة لزوار مسجد المصطفى عليه الصلاة والسلام.

وأبان أن متخذي القرارات المتعلقة بالنقل والحركة المروية والمشاة في المنطقة المركزية يستطيعون دراسة أي تغيير محتمل على النموذج الثلاثي الأبعاد الذي سيتم تطويره في هذه الدراسة وسيصبح من السهل دراسة هذا التأثير على الحركة بشكل عام.