تحول مهرجان البندقية السينمائي مساء أول من أمس إلى ما يشبه صف التاريخ، إذ عرضت ثلاثة أفلام تروي أحداثا سياسية أو قصصا تاريخية. فقد عرض فيلم "بوست مورتم" الذي يروي قصة الانقلاب العسكري ضد الرئيس التشيلي السابق سالفادور إليندي، ثم عرض فيلم "ميكس كاتوف" عن غزو أمريكا، وبعد ذلك فيلم "ديتكتيف دي اند ذي ميستري اوف فانتوم فلايم" الذي يسترجع قصص قصور أباطرة الصين.
ففي فيلم بوست مورتم" يروي المخرج بابلو لارين "تاريخ تشيلي أثناء الانقلاب العسكري" من خلال رجل عادي يدعى ماريو، ويبلغ من العمر 55 عاما ويعمل في مشرحة. ويتميز الفيلم بالحوارات المقتضبة، والمشاهد الطويلة. ولئن كان هذا الفيلم لا يعد وثائقيا، إلا أنه يشكل عرضا قاسيا لتلك الحقبة السياسية.
وفي فيلم "ميكس كاتوف" للمخرجة كيلي ريتشارد التي تستعيد مرحلة "غزو الغرب" من خلال قصص ثلاث عائلات تنطلق في العام 1845 بحثا عن "الجنة على الأرض". ويصور الفيلم حالة متناقضة بين المناطق ذات الطبيعة الخلابة التي يقطعها المهاجرون، وبين التهديد الذي تشكله هذه المناطق، وهو التناقض بين "الجنة" التي يبحثون عنها في الأرض الجديدة، وجحيم الخطر الناجم عن احتكاكهم بالسكان الأصليين.
أما فيلم "ديتكتيف دي اند ذي ميستري اوف فانتوم فلايم"، فيعود بالتاريخ إلى القصر الأمبراطوري الصيني في العام 690، ليصور اعتلاء أول امرأة عرش البلاد. وأراد المخرج شوي هوك (59 عاما) أن يتميز فيلمه هذا بالضخامة في الديكور والملابس والإخراج، كما بالتشويق. ويقول "حتى نهاية الفيلم، يبقى القاتل مجهولا..".