نجحت الاتصالات المحلية والعربية في لجم اندفاعة التصعيد والتوتر بين رئيس الحكومة سعد الحريري وحزب الله على خلفية ردود الفعل على أحداث برج أبي حيدر. وعلمت "الوطن" أن قرارا اتخذ على مستوى الحريري والأمين العام للحزب حسن نصرالله بوقف التصعيد في الخطابات السياسية. وكان المعاون السياسي للأمين العام لـ "حزب الله" حسين الخليل اتصل في وقت متأخر من مساء أول من أمس بالحريري شاكرا له باسم نصر الله على التزام التهدئة.

وأوضح عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عقاب صقر أنَّ "لا قطيعة بين حزب الله وتيار المستقبل لا الآن ولا قبل يومين، وأنَّ لا تصعيد من قبل الحريري الذي كان عليه أن يرد كما فعل، ليوضح كلام حسن نصرالله". وقال "لو لم يرد الحريري للتوضيح كان سيرسخ في عقل أهالي بيروت أنَّ الحريري يسعى لتحريك فتنة وتوجيه الاتهامات وتوجيه السكين إلى قلب "حزب الله" والمقاومة والتسبب بشرخ إضافي وهو الشرخ السني - الشيعي الذي كان سيمتد بدوره إلى المنطقة بأسرها".

ودعا النائب عن حزب الله حسن فضل الله إلى "العمل على الاستقرار والهدوء في لبنان في مواجهة الأزمات الحادة عبر خطاب سياسي وأداء مختلف عما نشهده" .

وعلى الرغم من أجواء التهدئة شن حليف حزب الله رئيس حزب التوحيد وئام وهاب هجوما على الحريري حيث رأى أننا "على حافة الهاوية ولكن يمكن في أي لحظة أن نصبح في الهاوية لأننا أمام مسؤولين غير مسؤولين"، معتبراً أن "الحريري لا يتصرف على أساس أنه رئيس حكومة لبنان، مستغرباً أن تستمر المعارضة في قبولها ببقاء الحريري رئيساً للحكومة".

كما أن مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو هاجم حزب الله بحدة معتبرا أن "حزب الله" هو قاعدة الرئيس الإيراني نجاد في لبنان"، لافتا إلى أن "الحزب يقف جامدا منذ عام 2006 ولم يطلق صاروخا واحدا على إسرائيل ويتعامل بكل أدب مع القرار 1701، ومع ذلك فهو لا يفتأ يمن علينا بالنصر الإلهي ويتعامل معنا بفوقية وغرور ويسيء إلى المرجعيات ويتطاول عليها."

على صعيد آخر لا تزال التحقيقات التي تجريها قوات "اليونيفيل" حول انفجار بلدة الشهابية بجنوب لبنان مستمرة ولم يعلن أي شيء بهذا الخصوص. في المقابل نقلت "الإذاعة الإسرائيلية" عن مراجع أمنية إسرائيلية أمس أن انفجار الشهابية كشف مجددا عن الواقع الذي يلجأ فيه "حزب الله" إلى استخدام السكان اللبنانيين المحليين دروعا بشرية"، مشيرة إلى أن الحادث " يشكل حلقة أخرى في السلسلة الطويلة من الانفجارات في مخازن أسلحة سرية تابعة لـ "حزب الله" تقع داخل قرى ومناطق مجاورة لها في الجنوب، على حد تعبير المصادر الإسرائيلية".