ظهرت مئذنة بارتفاع 40 متراً في مدينة فوفيه السويسرية المُطلة على الطرف الشرقي مِن بحيرة جنيف.  لكن المئذنة لم تُبن بالإسمنت ولا حتى بالطابوق، هي عبارة عن صورة ضخمة تم لصقها على صومعة للغلال مِن قِبل فنّان فرنسي يقوم بتنظيم مهرجان لفن تزيين المباني بالصور الذي افتتح أول من أمس ويستمر حتى 26 سبتمبر الجاري.

ويقضي برنامج المهرجان، الذي أطلق عليه اسم "بدون إطار"، أن يتنقل الفنان الفرنسي، المشهور عالمياً باسم (JR)، بين أعماله الفنية للرد على أسئلة واستفسارات الناس في الشارع وتوضيح فكرة كل عمل من أعماله.

ونفى الفنان ملاحظة من أحد المشاهدين بأن وراء صورة المئذنة العملاقة رسالة سياسية أو اعتبارات استفزازية للسويسريين، الذين صوتوا قبل تسعة أشهر لصالح مُبادرة تمنع بناء المآذن في بلادهم. وقال: الأمر ليس كذلك، إنها نتيجة مباشرة لطريقتي في العمل. كنت سأتقدم بهذا العمل أينما كانت مشاركتي في مهرجانات تزيين المباني سواء في باريس، أو أمستردام، أو ريو دي جانيرو.

وقال الفنان الفرنسي لسؤال لـ"الوطن": صورة هذه المئذنة أخِذَت من قِبَل الفنان الفرنسي ليهنيرت ولاندروك، في الجزائر في بداية القرن العشرين. إنها مئذنة أعجبني ثراؤها بفنون العمارة الإسلامية، ولأنها دائرية فقد أصبحت نادرة حيث أن أغلب المآذن في عصرنا الحاضر مُربّعة، حسب قوله.

يُذكر أن رودولف لينهرت، وإيرنست لاندروك، هما مصوران فرنسيان تخصصا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بتصوير معالم دول المغرب العربي ومصر. ورداً على سؤال طرحته عجوز سويسرية عما إذا كان الفنان مُسلما، أجاب: كلا. أنا أحترم الدين الإسلامي مثلما أحترم كافة الديانات. وعن سبب اختياره المئذنة، أجاب (JR) السيدة نفسها: إنها تُشجِّع الحوار والتعايش بين الأديان والشعوب. هذه الصورة تزرع في نفوسنا احترام الآخرين.

وعن طبيعة مشاركاته الأخرى قال الفنان الفرنسي إنه شارك بعدة صور ضخمة قام بلصقها على جدار الفصل العنصري الذي بنته إسرائيل في الأراضي الفلسطينية. وأضاف: ما أسعدني أنه عقب مشاركتي قام الفلسطينيون أنفسهم بتغطية الجدار بالعديد من رسوماتهم.

ومن المشاركات الأخرى للفنان: صورة لمهاجرين غير شرعيين ماتوا اختناقاً في سيارة شحن، وجنود يطلقون النار على أسرى، وحقل كبير من الزهور بعضها تفتحت وبعضها مازال… الخ.