قبل 3 سنوات، بزغ نجم السياسي البريطاني الشاب "ديفيد ميليباند"، عندما أعلن عن تعيينه وزيرا للخارجية البريطانية في حكومة جوردن براون. وهو لا يزال في الواحدة والأربعين من العمر، ليكون أصغر من تولى هذا المنصب في بريطانيا منذ ثلاثين عاما.
اليوم عادت الأضواء وتركزت من جديد على هذا السياسي الطموح الذي ترمق عينه بقوة كرسي رئاسة الحكومة، حيث يسعى جاهدا للفوز برئاسة حزب العمال، فيما اعتبر انقلابا منه على حلفاء الأمس، وعلى أكثر من كان لهم الفضل في تلميع صورته السياسية، رئيسي الوزراء السابقين توني بلير الذي اختاره وزيرا للمرة الأولى في 2005، وجوردن براون الذي أعاد تعيينه وزيرا للخارجية في 2007.
ميليباند، وهو يتطلع إلى كرسي رئاسة الحكومة كشر عن أنيابه وهاجم حلفاء الأمس ورفاق الدرب بلير وبراون، ووصفهما بـ"الديناصورات". معتبرا أن "عصرهما انتهى"، وتعهد بنقل حزب العمال إلى مرحلة جديدة إذا انتخب رئيسا له.
ميليباند وعلى الرغم من قربه الشديد من بلير، وعمله تحت مظلته منذ عام 1994 في العديد من المواقع، إلا أنه اختلف معه سياسيا في محطات مهمة، مثل غزو العراق، والحرب الإسرائيلية ضد لبنان في صيف 2006، لكن اختلافاتهما لم تتطور أبدا إلى موقف علني معارض، إلا هذه المرة بإعلانه ترشحه لرئاسة الحزب وانتقاده علنا كلا من بلير وبراون.
بالإضافة إلى صغر سن ميليباند ارتبط الرجل بعدة أمور زادت من نجوميته السياسية، فهو خريج جامعة أكسفورد العريقة، التي خرجت الكثير من النخب السياسية البريطانية، ثم أكمل تعليمه في معهد "ماساشوستس" في الولايات المتحدة.
ينتمي ميليباند إلى أسرة يهودية شهيرة عملت بالسياسة، ووالده كان أستاذا جامعيا ومفكرا ماركسيا، وهرب من بلجيكا إلى بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية.
يشتهر الرجل بولعه بتكنولوجيا المعلومات وشبكة الإنترنت، وكان أول وزير بريطاني يكتب مدونات على الإنترنت عندما كان وزيرا للبيئة في حكومة بلير، وهو ما أكسبه القدرة على التواصل مع الشعب والتحاور معهم عبر الإنترنت. كما أن زملاءه أطلقوا عليه اسم "المخ" بسبب قدراته الذهنية والعلمية والتكنولوجية.