حين استأنا من التعامل القاسي مع المرأة التي قادت سيارتها وأعني بها الأستاذة منال الشريف، وجدنا الإعلان كله يؤلمنا بأن نكون موضعاً للتندر ونقل أخبار تشددنا تجاه أبجديات تحتاجها المرأة، مثل قيادة المرأة للسيارة، ولا شيء يؤلم مثل أن تتناولنا وسائل إعلام العالم من خلال عيوبنا، والمشكلة أننا لا يمكن أن ننكر عليها تغطية معايبنا لأن الحق معها، والوجهة النقدية التي تتخذها صحيحة في كثيرٍ من الأحيان. لكن في معمعة تلك الأخبار السيئة جاءنا الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام بخبرٍ سار!

في مساء يوم الخميس 27 مايو أعلن الوزير عبر صفحته في "تويتر" أن: "المرأة لها الحق في عضوية الجمعية العمومية بالأندية الأدبية وأن تشارك في انتخابات الإدارة ناخبة ومرشحة بل وأن تصل إلى رئاسة النادي عبر الانتخاب". هذا الخبر الجميل بدد آلامنا التي عصفت بنا ومنحت القاصي والداني فرصة التندر بنا، من منع المرأة من قيادة السيارة، فجاءنا الوزير بمنح المرأة حقها الكامل بأن تكون جزءاً من القياديين في المؤسسات الأدبية والثقافية، وحين تنتخب امرأة لرئاسة نادٍ أدبي فإننا نكون قد وجدنا فرصةً لأن نتفاءل بمستقبل حضور المرأة في حياتنا، بعد محاولاتٍ حثيثة من قبل البعض لطمسها وتقييد حركتها.

أظنّ أن الـ140 حرفاً حسمت الجدل الذي دار منذ أسابيع وإلى اليوم عن تضارب آراء المسؤولين في وزارة الإعلام حول دخول المرأة في المنافسة. كلمة الوزير نتمنى أن تلغي التصريحات المتضاربة والتي تساءل من خلالها الناس عن مضمونها ومؤداها الحقيقي، حتى هممت أن أقترح أن تعين وزارة الإعلام "شارحاً" لتصريحات المسؤولين فيها، لكن أحياناً 140 حرفاً تؤدي غرض لقاء كامل مع جريدة من صفحةٍ كاملة لا يقال فيها شيء يمكن الاستناد عليه.

قال أبو عبدالله غفر الله له: لنفتح المجال للمرأة أن تكون بمستوى الرجل في المسؤولية والأهلية، وأن يثق الرجل بنفسه ليجعل من المرأة منافسةً له، ثم يبدأ هو بسباقها كل وفق آلياته الانتخابية ووسائله الإبداعية، أما أن يغلق الرجل على المرأة بيتها بالضبة والمفتاح، ثم يتهمها بعدم القدرة على الإبداع والابتكار فإن هذه طريقة قديمة عفى عليها الزمن، تشل المجتمعات، وتؤسس لأمراض اجتماعية كبيرة.

آمل أن أرى المرأة رئيسة نادٍ أدبي أو مسؤولة في أي مؤسسة ثقافية، وأثق أن النجاح سيكون حليفها!