كل يوم أقرأ مقالاً عن احتياج المملكة للوحدات السكنية المتزايد، كل يوم يصدر تقرير جديد عن أن هناك طلبا على الوحدات السكنية ، وحاجة المواطن السعودي للسكن بمنزل يضمن له الاستقرار. وعلى الجهة الأخرى أسمع كل يوم أن أسعار العقار في تزايد مستمر، فالمواطن يعمل بجهد كبير "لتحويش" قيمة الأرض ومن ثم يفاجأ بأن الأرض أصبحت قيمتها ضعف قيمة "التحويشة".

وحتى المواطن الذي يقدم على شراء الأرض ومن ثم البناء يقع ضحية سماسرة العقار بداية ومن ثم تجار مواد البناء، ومن خبرتي المتواضعة أستطيع معرفة من قام ببناء منزله من خلال ظهور الشيب في رأسه أو اختفاء الشعر تماماً من رأسه ، وعندما أسمع شخصاً يتحدث عن خبرته في بناء منزله تستطيع أن تلمس مدى الخبرة التي مر بها خلال فترة بناء المنزل أو العمارة ، والمواقف التي مر بها والنصائح لمن ينوي البناء ، وكأنما يريد تأليف كتاب.

لماذا لا يكون هناك تعاون بين الملاك ،حيث يشتركون في شراء الأرض ، ومن ثم شراء مواد البناء فتقل التكلفة ويستفيد الجميع من خبرات بعضهم .

في اعتقادي الشخصي أن هذه التجربة ستعود إيجاباً على المواطنين ، وستزيد أواصر الترابط بينهم، وعلى الجهة الأخرى نجد ملاك المساحات الشاسعة من العقارات والتي لا يستفاد منها، وبصراحة لا أعرف ما سبب عدم استغلالها، هل رغبة في الاستثمار؟ حيث سيزيد سعرها مع الزمن وتصبح في وسط المـدينة مع التوسع في المدن ، وهل هي مشاكل ورثة؟ حيث انتقل هـذا العقار لهم عن طريق والدهم وهم يختصمون على اقتـسامه. هل هي عدم علم؟ حيث إن هناك من يملك الكثير لدرجة أنه نسي أنه يملك عقاراً بمساحة معينة في مكان ما. هل هي عدم مقدرة؟ حيث لا يملك قيمة تطوير العقار وتحويله إلى ما ينفع الناس.

إن جميع الحالات السابقة أو غيرها هي استغلال للنظام الذي لا يجبر ملاك العقار على دفع رسوم على المواقع غير المستغلة والتي تسبب اتساع المدن بشكل متسارع وكذلك تسهم في رفع أسعار العقار بشكل غير معقول.

من هنا أدعو كل ملاك العقار لأن يعيدوا النظر في المساحات الكبيرة وغير المستغلة والعمل على استغلالها وتحويلها إلى مشاريع تعود على المواطن بالنفع وعلى أنفسهم بالفائدة، وخصوصاً في ظل وجود التمويل لتطوير هذه الأراضي لتصبح مجمعات سكنية وحل أزمة السكن.