ليست تجربتي لوحدي هي التي دعتني إلى الكتابة عن هذه الإدارة، ولكنها معاناة المئات من أبناء المنطقة، والتي قد لا يتحمل مسؤولوها بعضا من أسباب التقصير لا سيما لو عرفنا أنها تخدم منطقة كبيرة، وتستقبل المراجعين من أماكن كثيرة، وبعيدة يتجاوز بعض منها مسافة الـ 100 كم تقريبا، إنها إدارة الأحوال المدنية بمحافظة صبيا، حيث تعاني كثافة مراجعين، وزحام، وفوضى يقابلها مبنى غير مناسب، وتنظيم معدوم، ومواعيد بعيدة فهي تخدم محافظة صبيا بكامل قراها وهجرها الكثيرة إضافة إلى المناطق الجبلية "كفيفاء وبني مالك وجبال الحشر والريث، وجزء من آل تليد". وغالبية المراجعين لهذه الإدارة يرون مراجعتهم لها بمثابة الكابوس فتجد بعضا منهم يحاول التسويف قدر الإمكان في معاملته للمعاناة التي يجدها، أو البحث عن واسطة ليستطيع إنهاء إجراءاته سريعا، والخروج من المبنى سيىء التخطيط، والتكييف، والنظافة، بأسرع وقت ممكن.

يستحيل أن ترى البشاشة وحسن الاستقبال، والتعامل من أي من الموظفين هناك إلا من رحم الله، وقد يكون الزحام الشديد سببا رئيسيا في ذلك، ولكن ومهما كانت أسباب تذمر المراجعين، والموظفين، فذلك ليس سببا في سوء الحال منذ القدم، وينبغي على المسؤول في هذه الإدارة السير بها للوصول إلى المستوى المفترض، أو يقوم بمخاطبة الجهة المسؤولة للنظر في مطالب أهالي المناطق الجبلية بإنشاء إدارة للأحوال المدنية تخدمهم بالقرب من محافظاتهم وتخفف في نفس الوقت من مقدار العناء الذي يلاقيه المراجعون، والموظفون على حد سواء، ويكون بذلك قد فعلنا ما يتوجب علينا أن نقول له كلمة شكرا التي أتوقع أنه لم يسمعها أحد من موظفي ومسؤولي هذه الإدارة منذ تأسيسها.