أتم مركز التميز في أبحاث الحج والعمرة بمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى دراسة علمية تطبيقية بدأت منذ رمضان الماضي، بهدف تحليل الأزمنة التي تستغرقها المركبات للتنقل على محاور الحركة الرئيسية بمكة المكرمة، وذلك باستخدام أحدث تقنيات نظم المعلومات الجغرافية ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) حيث تم تزويد حافلات النقل العام بأجهزة متطورة متصلة بالأقمار الاصطناعية يحملها باحثون تقوم بتسجيل مواقعها خلال انتقال المركبات بحيث توضح مواقع المركبات في كل فترة زمنية محددة لتظهر الاختناقات وأزمنة التأخر والتوقف بالتقاطعات المختلفة وتحديد المواقع التي بها أزمنة تأخير عالية.

وتم الرفع المساحى للمحاور المختلفة وذلك بالاستعانة بالخرائط وصور الأقمار الاصطناعية، كما تم استخدام أجهزة تحديد المواقع العالمي لرصد حركات المركبات ميدانياً بالمحاور المختلفة المؤدية إلى المسجد الحرام للتعرف على أزمنة الانتقال والسرعات. وقد نتج عن هذه الدراسة شبكة بيانية تفصيلية توضح الأماكن التي بها اختناقات مرورية تعطل حركة التنقل من وإلى المسجد الحرام ، وقد نتج عن تحليل هذه البيانات تحديد نقاط تعطل الحركة ورصد وتحليل أسباب التأخر بطريقة علمية، حيث لوحظ وصول سرعة التنقل إلى الصفر (أي الوقوف التام) في عدد من النقاط على المحاور الرئيسية حيث سجل تقاطع إشارة جبل الكعبة المتجه من الحرم إلى جرول أعلى معدل توقف بلغ سبع عشرة دقيقة وخمسا وأربعين ثانية يليه تقاطع شارع أم القرى مع شارع جرهم عند إشارة مسجد الحفاير بمعدل توقف قدره إحدى عشرة دقيقة، ثم تقاطع شارع إبراهيم الخليل عليه السلام مع الطريق الدائري حيث بلغ زمن التوقف عشر دقائق ونصف. وأوصت الدراسة بوضع الحلول الهندسية والمرورية بما يكفل تقليل أزمنة التأخيرات عليها، ودراسة نقاط الفرز التي تحدث بها أزمنة تأخير عالية مثل تلك التي تقع على طريق المدينة المنورة وتلك التي تقع على طريق الطائف العزيزية ،وتشجيع استخدام وسائل النقل العام الحالية أي الحافلات مما يقلل الاعتماد على السيارة الخاصة وبالتالي تحسين الحركة المرورية، وإدخال وسائط نقل حديثة عالية السعة مثل "المترو" و"المنوريل" وغيرها، واستكمال الطرق الدائرية بمكة المكرمة لتقليل حدة الاختناقات المرورية على المحاور الرئيسية.