شهدت جدة انطلاق فعاليات الحملة الوطنية الأولى من نوعها لمحو أمية لغة الإشارة تحت شعار "بيننا أصم" والتي تنظمها الجمعية السعودية للإعاقة السمعية فرع منطقة مكة المكرمة وسط حضور عدد من رجال الأعمال وقيادات المجتمع ومسؤولي القطاعات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني وممثلي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة وذلك بمركز نسما للتدريب بجدة.

وأقيم الاحتفال على شرف رئيس مجموعة نسما القابضة الشيخ صالح بن علي التركي وبحضور المدير العام لفرع الجمعية السعودية للإعاقة السمعية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور عبدالمنعم بن حسن الشيخ، والمدير التنفيذي لفرع الجمعية السعودية للإعاقة السمعية بمنطقة مكة المكرمة محمد بن أحمد آل حمود.

وأشار الشيخ صالح بن علي التركي إلى أهمية إشاعة ثقافة لغة الإشارة بين أفراد المجتمع، بما يحقق مد جسور التواصل مع ذوي الإعاقة السمعية، معلناً عن مشروع مستقبلي لتدشين موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت خاص بلغة الإشارة بما يساهم في تثقيف أبناء المجتمع بحيث يتضمن قاعدة معلومات إلكترونية تساهم في تعلم لغة الإشارة.

وخلال المؤتمر كشف المدير العام لفرع الجمعية السعودية للإعاقة السمعية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور عبدالمنعم بن حسن الشيخ عن إنشاء معهد عالٍ للصم يعمل على مواصلة تعليم ذوي الإعاقة السمعية لما بعد المرحلة الثانوية وشهادته توازي الجامعية، مشيراً إلى أن هذا المعهد سيكون بالتعاون بين الجمعية والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني إلى جانب مشاركة القطاع الخاص.

وأوضح الدكتور عبدالمنعم أن الحملة انطلقت بعد موافقة محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، مشيراً إلى أن الجمعية تقوم ببذل العديد من الجهود لنشر ثقافة تعلم لغة الإشارة، وأن هذا واجب وطني وإنساني يحتمه علينا عملنا في هذا المجال.

وأوضح الشيخ أن الجمعية لديها الكثير من النشاطات الهادفة والمميزة والتي تقوم بتنفيذها على مراحل منتظمة ومن بين هذه النشاطات تأتي حملة "بيننا أصم" والتي تهدف إلى محو أمية لغة الإشارة وتسلط الضوء على مفهوم الإعاقة السمعية ومسبباتها وطرق الحد من انتشارها عن طريق التوعية والتثقيف المستمرين.

فيما أشار المدير التنفيذي لفرع الجمعية السعودية للإعاقة السمعية بمنطقة مكة المكرمة محمد بن أحمد آل حمود إلى أن الحملة تخاطب جميع شرائح المجتمع العمرية من كلا الجنسين ومن كافة الجنسيات، مبيناً أن الحملة ستتضمن طباعة أكثر من نصف مليون نسخة مجانية مختصرة من القاموس العربي الموحد والمطوية التعليمية للغة الإشارة بحيث يتم توزيعها على مختلف الفئات المستهدفة.

وأضاف آل حمود أن حملة بيننا أصم يقوم عليها متخصصون في مجال لغة الإعاقة السمعية ولغة الإشارة والتخاطب مما يجعل عمل الجمعية السعودية للإعاقة السمعية بمنطقة مكة المكرمة عملا احترافيا ومنظما ولا يخضع لمسألة الاجتهاد واحتمالات الصح والخطأ.

ومن جهته أضاف مدير الحملة خبير لغة الإشارة والباحث في مجال الإعاقة السمعية بندر بن علي العمري عن نية الجمعية تطوير وتوسيع الحملة لتشمل جميع مناطق المملكة في المراحل المقبلة، مبيناً أن الحملة في مرحلتها الأولى تستهدف عشرات المراكز التجارية الكبرى والأماكن الترفيهية والتجمعات البشرية، وأن إطلاق الحملة في شهر رمضان جاء بهدف الاستفادة من الإقبال على التسوق خلال شهر رمضان المبارك.

وأشار العمري إلى أن الحملة تخاطب جميع شرائح المجتمع العمرية من كلا الجنسين ومن كافة الجنسيات، مبيناً أن الحملة ستتضمن طباعة أكثر من نصف مليون نسخة مجانية مختصرة من القاموس العربي الموحد والمطوية التعليمية للغة الإشارة بحيث يتم توزيعها على مختلف الفئات المستهدفة.

وشدد العمري على أهمية تعلم لغة الإشارة من كافة شرائح المجتمع، مشيراً إلى أن هناك حاجة ماسة لتوعية المجتمع بأهمية التواصل مع الصم وتوفير بيئة نموذجية تساهم في تفهم احتياجاتهم وتلبيتها فضلاً عن كون ذلك يقدم لهم دعما معنويا، مضيفاً أن لغة الإشارة ستنقل الناطقين إلى عالم آخر غير عالمهم الذي يعيشون فيه.

يُشار إلى أن رسالة الجمعية السعودية للإعاقة السمعية فرع مكة المكرمة تتسم بالبعد الإنساني بمفهومه الشامل وتتركز في إيجاد عالم من التواصل الكلي بين الصم وضعاف السمع والسامعين، وتهدف الجمعية إلى تعريف المجتمع وتوعيته بحالات هذه الفئة وقدراتها وحقوقها، والعمل على استصدار الأنظمة واللوائح لمساعدة ذوي الإعاقة السمعية وتنظيم التعامل معهم، إلى جانب إنشاء مراكز تأهيلية وتعليمية لحالات الإعاقة السمعية وتمويلها بحسب إمكانيات الجمعية، والإسهام في تشجيع البحوث في موضوعات الإعاقة السمعية، وإيجاد قاعدة بيانات لخدمة احتياجات ذوي الإعاقة السمعية.