يعتبر شهر رمضان موسماً لتجارة قديمة حديثة وهي تجارة المواقد التقليدية أو التنور أو كما يطلق عليها أهل جازان "الموافية" والتي تنطلق مع شهر شعبان استعداداً لشهر رمضان. و يقبل أهالي منطقة جازان على شراء (التنانير) التي تتنوع أحجامها حيث يتم استبدال القديم بالجديد ليكون في جودة عالية ويفي بأغراضه على أكمل وجه، حيث يعمل الأهالي على تجديد بنائه قبل دخول رمضان، لا تجد منزلا في جازان إلا وبه "ميفا" ولايستغني الأهالي عنه وفي رمضان تشاهد ألسنة الدخان في الصباح تتصاعد من موافية منازل جازان.

ويقول المواطن سعيد مشعشع لقد قمت بشراء اثنين قبل رمضان بأسبوعين ووضعتهما بديلين للقديم الذي تهالك مع الاستعمال اليومي. وأشار مشعشع إلى أن الموافية أهم موقد لطهو الأكلات الرمضانية كالشربة التي توضع في البرمة وهي إناء من الفخار أو المغش أو الخبز البلدي (الخمير) أو السمك أو بعض الخضروات التي تطهى بداخله، لافتا إلى أن الميفا لا يمكن الاستغناء عنه في شهر رمضان المبارك حيث نقوم بتجديد بنائه في شهر شعبان.

ويقول المواطن عبده بن أحمد شاذلي يوجد في فناء منزلي ثلاثة موافية قمت بتجديد بنائها في شهر شعبان من أجل استخدامها خلال شهر رمضان. وأرجع سبب تمسك أهالي جازان بالطهو باستخدام الميفا المصنوع من الفخار إلى أنه يعطي نكهة للأكلات الشعبية الجازانية منها ما يقدم على المائدة الرمضانية ومنها ما يقدم في الأيام العادية ولكنها تكون الرئيسية في رمضان سواء في وجبة الإفطار أو العشاء، مضيفا أن هناك أسواقا شعبية أسبوعية في محافظات المنطقة تقوم ببيع هذه الموافية وبأسعار مختلفة حسب أحجامها.

وقال المواطن حسن علي طالبي لا أستطيع أن أتناول الأكلات الشعبية الرمضانية إلا إذا طهيت في الميفا الذي يوقد بالحطب من نوع شجر السلام ويتحول إلى جمر ومن ثم توضع به الأكلات الشعبية من الساعة التاسعة أو العشرة صباحا وإلى قبيل آذان المغرب ليتم إخراج الأكلات التي تقدم في وجبة الإفطار بينما هناك أكلات يتم إخراجها بعد صلاة التراويح لتتناول في وجبة العشاء. والميفا يعطي مذاقا خاصا لتلك الأكلات ومهما حاول الطهاة أن يطهوا الأكلات الشعبية الجازانية في فرن موقد الغاز إلا أنهم لا يستطيعون أن يصلوا بهذه الأكلات إلى نكهة ومذاق الميفا الذي يتواجد في كل منزل بمنطقة جازان ولا بديل للميفا حتى الآن نجحت الصناعات الحديثة في تقديمه لنا.

ويقول أحمد يوسف علي أحد باعة الموافية نحن نقوم بشرائها من مصنعي الفخار الذين تتواجد مصانعهم التقليدية في عدد من قرى المنطقة، موضحاً أن تلك المصانع أصبحت نادرة الوجود حتى إنها أصبحت تعد على الأصابع بعد أن كانت كثيرة. وأضاف نبيع الموافية في الأسواق الشعبية ونجد عليها إقبالاً جيداً خاصة مع اقتراب شهر رمضان من كل عام، ويوجد من الموافية ثلاثة أحجام الكبير وسعره 70 ريالا والمتوسط وسعره 50 ريالا والصغير وسعره 35 ريالا.