أمير منطقة حائل الأمير سعود بن عبد المحسن، من الشخصيات المتفائلة في هذا البلد.. نادرا ما أقرأ له تصريحا يخلو من نبرة تفاؤلية..
يقول الأمير سعود بعد زيارة وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة لمنطقة حائل مطلع الأسبوع: "متفائلون بالوزير، وبنتائج هذه الزيارة الميدانية لمرافق ومستشفيات المنطقة"..
أحيي الأمير سعود على روحه المتفائلة.. التفاؤل يزرع الأمل في النفس البشرية، وهو مؤشر دقيق على حسن الظن بالآخرين..
التفاؤل يدفعك للنظر نحو الجوانب المشرقة في الحياة، وألا تجعل من المعوقات حاجزا بينك وبين السعادة.. التفاؤل أحد أسرار السعادة التي يبحث عنها الكثيرون.
لكن التفاؤل وحده لا يكفي.. أنا لا يمكن أن أستقيل من وظيفتي وأنام في منزلي متفائلا بأن السماء ستملأ سطح المنزل ذهبا ونقودا.. التفاؤل يتطلب العمل الدؤوب والحركة المستمرة.. ووزارة الصحة تريد وتقول كثيرا.. وتطلق وعودا كثيرة.. لكن وتيرة العمل بطيئة.. الزحف سمة واضحة لمشاريع الوزارة.. لست وحدي من يقول ذلك.. آلاف السعوديين يؤيدون ما أقول.
أنا لا أحمل تجاه وزير الصحة أي شعور سلبي.. بل على العكس أنا مؤمن أنه رجل وطني مجتهد ويحلم مثلنا بأن تقفز الخدمات الصحية في بلادنا إلى مصاف الدول الكبرى.. لكن التفاؤل وحده لا يكفينا.. التفاؤل دافع ومحرك، لكن لابد من عجلات كي تتحرك.
سبق ـ على سبيل المثال ـ أن أشرت إلى الأعداد الهائلة التي تبحث عن العلاج في مستشفيات الأردن، وقامت "الوطن" بعمل تحقيق عن فرار آلاف السعوديين للعلاج هناك بتكلفة تفوق المليار ريال.. الوزير قال حينها ـ حسبما نشرت "الوطن" ـ إنه سيفصل مرضى الشمال عن مستشفيات الأردن فصلا سياميا!
كان متفائلا .. وكنا متفائلين جدا.. لكن شيئا من ذلك لم يحدث..
التفاؤل مطلوب وهو أول خطوات التغيير.. سنطوي صفحة الماضي وننظر نحو المستقبل.. دعونا نتفاءل ـ مثلاً ـ أن نجد مستشفيات الحدود الشمالية تضاهي المستشفيات الأردنية!
لاحظوا أنني لم أقل المستشفيات الألمانية.. أقول الأردنية!