نجحت الأكشاك التجارية الواقعة بمواقف السيارات بالمسجد النبوي الشريف، في تخفيف مشقة وعناء القائمين على إفطار الصائمين، حيث كانوا يعانون أشد المعاناة في إحضار لوازم السفر التي يشرفون عليها، إما بنقلها إلى داخل المسجد النبوي الشريف، أو الساحات المحيطة به، وذلك لتقديم واجب الإفطار للصائمين.
وقد وفرت مجموعة الأكشاك التجارية التي أقيمت في مواقف السيارات كل مستلزمات الإفطار من التمور أو الرطب، وما يتبع ذلك من مشتقات إضافية، من أنواع الخبز، كالـ(الفتوت والشريك والعيش الحب)، إضافةً لألبان الزبادي، فضلاً عمّا يعرف بـ(الدقة)، وهي خليط من أنواع البهارات، والتي تعتبر من الأساسيات الضرورية، وذلك منذ وقت مبكر، لتأمين مائدة الأفطار، وضمان عدم نفاد تلك الكميات من مواقع التسويق، فقد أصبح لتلك المعاناة، أكشاك تجارية جديدة، تم تشغيلها بقبو مواقف السيارات، التابعة لوكالة رئاسة المسجد النبوي الشريف، وبمساحة لا تزيد عن 3×3، بهدف تسويق وتأمين جميع الاحتياجات اللازمة لموائد الإفطار الرمضاني، والإسهام في خلق المناخ المريح لذوي العلاقة بتلك الموائد. "الوطن"، اقتربت من كواليس الموائد ، وكيفية تجهيزها بهذه السرعة لخدمة مئات الآلاف من المعتمرين والزوار وأهل طيبة الطيبة الذين يحرصون على الإفطار في مسجد نبيهم الكريم في هذا الشهر الفضيل.
وتحدث خالد محمد، وزملاؤه المشاركون معه في العمل، عن بداية فكرة العمل بالكشك، قائلا إنها جاءت لتسويق احتياجات مائدة إفطار الصائم، لجميع ملاك الموائد في المسجد النبوي، أو أولئك المتبرعين بها في الساحات.
وبين خالد أن معايشته لمشقة شراء وإحضار احتياجات لوازم مائدة والده، في الحرم وعلى مدى السنوات الماضية، قبيل صلاة العصر، وتكبد الجهد والعناء، في نقلها من موقع الشراء إلى الحرم، دفعته لتبني فكرة إقصاء البعيد، ووضعها في متناول يد القريب، والعمل على تأمين جميع الاحتياجات الطارئة، والتي قد يحتاج إليها البعض، وتخليصهم من مسألة إضاعة وقتهم، والخروج لمواقع التسويق في المنطقة المركزية، وإلى ما هو أبعد منها. وأضاف خالد أنه التحق بعمله في الكشك، قبل دخول شهر رمضان، وذلك بشهر واحد فقط،، مبيناً أن ذلك لم يقلل من عزيمة العمل على أساس تأمين جميع اللوازم الأساسية والضرورية في سفر إفطار الصائمين، والتي أشار إلى أنها تشتمل على أنواع مختلفة من الرطب، والشريك، واللبن، وحيسة التمر، والدقة، إضافةً للوازم البلاستكية من حيث السفر والصحون والملاعق، مبيناً أن عمله يتم جنباً إلى جنب مع زملائه، التي تربطه بهم علاقة الصداقة.
واختتم خالد، أن عمله في الكشك، أثمر بقطف ثمار نجاحه التجاري، والذي أشار إلى أنه قد تحقق له ولزملائه، فبجانب الهدف النبيل من توفير سبل الراحة لجميع المحسنين في تلك السفر، تحقق لهم الربح الوفير من فضل الله في الشهر الكريم.
وبحسب رأي الزبائن التي ترتاد تلك الأكشاك، رأى المواطن فايز لال، أن هذه الأكشاك ذات مردود إيجابي كبير، لجميع أصحاب موائد الإفطار، كونها تساعد على توفير اللوازم التي يحتاجونها، أو النواقص التي تطرأ في بعض الأحيان، وذلك دون الحاجة لعناء الذهاب للمحلات التجارية الأخرى.
أما عن المواطن هاني الرحيلي، فاعتبر أن فكرة التسويق الرمضاني من وإلى داخل ساحات الحرم، وما يمكن لها أن تفي بكل ما يحتاجه الفرد، من الاحتياجات اللازمة في ظل فترات الذروة، ولاسيما بعد صلاة العصر، كون ازدحام الطرقات بمركبات السير، وارتياد الكثيرين المحلات التجارية وأفران الخبز، قد تعرقل كثيراً تأمين ما يحتاجه الشخص لمائدة إفطار الصائم.
من جانبه أوضح سعود السراني، مدير مشروع مواقف السيارات بالمسجد النبوي الشريف، التابع لشركة المجمع للمقاولات الدولية، أن الشركة تعمل على تشغيل المواقف، وفق الاتفاقية الثنائية مع وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، مبيناً أن عدد الأكشاك التجارية واللوحات الإعلانية، المتوفرة هي بعدد المواقف الخاصة بالسيارات، ويبلغ عددها 22 كشكا. وأضاف السراني أن الأكشاك التجارية قد تم إنشاؤها في موقع المواقف، العام الماضي، مشيراً أن تلك الأكشاك، لم يتم تأجيرها من قبل إدارته في الشركة، بل إنه -والحديث للسراني- قد تم تأجير جميع تلك الأكشاك واللوحات التابعة لجميع المواقف، لشركة المساحة للإعلانات، والتي بدورها عمدت إلى تأجيرها، وفق نهجها التسويقي، للمستفيدين، مشيراً في الوقت نفسه، أنه لم يتم تشغيل سوى كشكين فقط، من أصل 22، وبقيمة إيجار سنوي لا يزيد عن 10 آلاف ريال.