قد تختلف تفاصيل يوم المرأة الموظفة سواء في القطاع الخاص أو الحكومي ولكنها تتفق في المجهود المضاعف الذي تبذله خلال يوم عملها خاصة الزوجة والأم الموظفة. وترى الإعلامية نوال الراشد نائبة مدير التحرير بجريدة الرياض ومسؤولة عن 25 صحفية من صحفيات المناطق أن ما تعانيه المرأة العاملة خاصة في مجال الصحافة يرتبط بالعمل وبالمنزل, فالصحفية بالذات يجب أن يستمر عملها في رمضان أو غير رمضان ففي العمل تصطدم بغياب أغلب المصادر الصحفية , بالإضافة إلى أن الوقت قصير لأن ساعات الدوام تكون أقل وبالكاد تستطيع أن تكمل العمل اليومي.

وقالت إن برنامجها في رمضان يبدأ من العاشرة صباحاً على أن أكون في المطبخ بعد صلاة العصر ولدي طقوس معينة في الإفطار وأحرص على الالتزام بها وأحب أن تكون الوجبات الخاصة بشهر رمضان مثل الشوربة والسمبوسة وعصير التوت حاضرة على مائدة الفطور".

وتؤكد الراشد أهمية تخصيص الوقت للعبادة والقراءة ومتابعة البرامج الدينية لبعض الدعاة التي تحمل رسائل هادفة ومفيدة. وقالت إن الأجواء الرمضانية تساعد على استيعاب وفهم بعض الكتب الدينية ويكون من السهل استيعاب الثقافة الدينية إلى جانب متابعة البرامج الدينية لبعض الدعاة التي يكون لها مذاق وحلاوة، أما الزيارات العائلية والدعوات فأتجنبها ولا أقبلها وأفضل تمضية الوقت مع الأسرة وتأجيل جميع الزيارات والدعوات للعيد وإن كان هناك حضور لبعض المناسبات الخيرية.

أما العمل في رمضان بالنسبة للممرضة المسؤولة بالعناية المركزة في أحد المستشفيات بدرية الشهري فيشكل ضغطاً شديداً عليها لأنها تعمل 12 ساعة في اليوم من السابعة صباحا وحتى السابعة مساء مما يعني أنها ستفطر في المستشفى. وتقول تمضي أيام رمضان بين العمل والإعداد للفطور والسحور، وغالبا في وقت المغرب يتوافد المرضى في حالات خطيرة وتحتاج لإنعاش وإنقاذ خلالها ننسى الفطور وإن كان هناك تعاون من بعض الزملاء والزميلات غير المسلمين في العمل خلالها، إلى جانب تبادل أوقات المناوبة، وبعض الزميلات غير المتزوجات يتفقن على أن يكون الإفطار كل يوم على واحدة منهن فيما توزع بعض المستشفيات وجبات إفطار الصائم على العاملين وقت المناوبة.

وأشارت الشهري إلى أنه لابد أن تجد في حقيبة الممرضات أو الطبيبات شطيرة صغيرة وفي جيبها بعض قطع السكريات التي ترفع السعرات الحرارية، وذكرت أنها تجهز الإفطار من الليل ويتحول إلى عشاء، في حين تخصص أيام الإجازات إلى أوقات للراحة والزيارات العائلية.

وتؤكد البندري اللحيدان مالكة مركز رياضي على أن العمل في رمضان بالنسبة للمرأة مأساة يومية وقالت ضاحكة: أعاني من تلك المأساة فمن الساعة 12 ظهرا إلى الثالثة عصرا أشرف على ترتيب المركز وصيانته وشراء الاحتياجات الخاصة التي يحتاجها المركز بشكل يومي وفي المساء وبعد صلاة العشاء يبدأ العمل، وبالنسبة للفطور فلا أحمل هما لأنني معتمدة على أمي -حفظها الله- في ذلك.

وقالت هيفاء الزويد معلمة رياض أطفال أحاول العمل على تغيير النظام الغذائي لأسرتي ورمضان فرصة مناسبة لذلك وأركز على الوجبات الصحية قليلة السعرات الحرارية والدهون ولكنها مكتملة العناصر الغذائية الضرورية في الإفطار والسحور وتقليل كمية الطعام , وبالتالي ستقل ساعات البقاء في المطبخ والتي كانت في السابق تبدأ من الواحدة ظهرا حتى تتمكن من الانتهاء قبل آذان المغرب , وبعد المغرب مع الأسرة أمام التلفزيون وبعد التراويح تكون فرصة للزيارات العائلية أو التنزه.

في حين قررت موظفة البنك هنادي السعيد أن تخفف من الضغط عليها في رمضان بالتعاقد مع سيدة تطهو الطعام لتجهز لها إفطار أسرتها المكونة من طفلتين وزوجها وبذلك تخلصت من هم إعداد الإفطار وإن كان ذلك يكلف الكثير إلا أنه أراحها "حسب قولها".